(The Seventh Seal)… نقرة اوركسترا في عمق السماء
حيدر الطائي
لم يعد هنالك الكثير في جعبتي لكي أقوم بكتابته، تعجز الكلمات وتتوارى الاحرف ويهرب القلم بعيداً ليسقط على قيثارة العجزِ قائلاً: ” الا يا نقرةً اصبحت هفوة لتمنع عالماً من الانسدال على اريكةٍ فاضت لها الاعين وناحت لها القلوب”، تتعالى على مسامعنا نغمات (بيتهوفن) ويتفنن البحتري بشعرهِ وتذرف الاعين دماً لـ(أودنيس) ليأتي (بيرغمان) وعلى حين غفلة ممتطياً حصاناً من ذهب وبصحبتهِ الموت بنفسه برداءه الاسود وحلته المخيفة وصوتهُ المربك تاركه وايانا نلعب لعبة الموت فلا نعرف اي حجرٍ نحرك اهو الجندي ام الحصان؟
بدأت اخشى الحياة لأنها مليئة بأخطائي ونزواتي، أنطلقتُ عائماً على ريشتةٍ من الذعر اصحح ما خلفتهُ وارى ما امامي لكن في احدى اللحظات كنتُ مستغرباً ومندهشاً مما ارى! ماذا رأيت؟ رأيتنا، ورأيتُ جهلنا، رأيتنا ننسى من نحن ولما نحنُ اصبحنا نحنُ ولما كل هذا الضجيج رغم هدوء العالم، ادركتُ حينها بيت القصيد، ادركت اننا جعلنا الاستثناء قاعدة تستند عليها شهواتنا لتبعد عنا حقيقة الموت.
انا اكتب كي لا اموت وانت تقرأ كي لا تكون جاهلاً وهو يعوم كي لاينسى احداً فهو بيني وبينك والذي بيني وبينك ليس بالكثير عليه. (هل انتَ خائف؟ جلدي خائف لكني لست بخائف)، هذهِ هي الافتتاحية لروايةٍ طُرحت على يد الحقيقة لتصارع العقل الباطن وتنازع الفكر الغائب في حين الجو هادئ، بارد بلا هواء، حارٌ بلا شمس، وعالقٌ بلا خيوط، تتناثر كلماتي في الارجاء متمزقةً، نَحرت بعضها البعض خوفاً من التقصير في حق هذهِ السيمفونية العريقة ذات الفحوى الفعالة التي اثبتت ان بهرجة السينما لاتمتُ للفن بصلةٍ.
استطاع المخرج السويدي (انغمار بيرغمان) ذو الفكر الحاد ان يحاكي الواقع وهو يستمد الافكار من وحي الخيال بصورة مدهشة تقشعر لها الابدان. بالختام يعتبر فيلم (الختم السابع) انتاج عام 1957 احد الركائز العظيمة التي يرتكز عليها الفن السابع، قيم في موقع (IMDb) بـ(8.2/ 10).