(All the Money in the World)…الكل يريد قطعة
اسل الصفار/ امريكا
تدور أحداث الفيلم حول إختطاف (جون باول كيتي) في مدينة روما عام 1973، حفيد أغنى رجل بالعالم وبالتاريخ. أحداث مبنية على قصة حقيقية تأخذنا برحلة مثيرة تجمع بين التشويق لمعرفة ما سيحصل وبين التعرّف على عالم الثراء الأكثر من الفاحش والناس الذين يملكونه.
يطلب المختطفون مبلغ 17 مليون دولار أميركي كفدية، لا يملك والديه المبلغ، فتتجه أنظار العالم نحو الجد الثري جداً جداً، و هذا بدوره يرتب مؤتمراً صحفياً يصرّح به بأنه لن يدفع الفدية، لا كاملة، لا جزء منها، ولا حتى سنت واحد منها .
وبينما ننغمس بسير الأحداث لا يسعنا سوى أن ننتظر بشغف ظهور الجد لنرى تفاعله مع تعقّدها الحتمي وزيادة الخطر على حفيده، وعندما يظهر يصعقنا بحزمه والطريقة التي يرى بها العالم وأخيراً الطريقة التي يتعامل بها مع العالم بناءً على تلك الرؤية.
وبمرور كل دقيقة تجعلك براعة المخرج أن تراجع عبارة ” لو كنت أنا بمكانه، لفعلت كذا وكذا”، وبنفس البراعة تجد نفسك تتفق، و لو لثوانٍ، مع رأي الجد الثري جداً، وتعود وتلوم نفسك على هكذا موافقة .
وهنا هو مكمن السحر بهذا العمل الفني الرائع، النقاش الذي يثيره المُشاهِد مع نفسه وهو يشاهد الأحداث الغريبة تمر امامه بشكل مرتب من مخرج يحكم السيطرة على عناصر عمله وواثق بكل خطوة منه.
لم يكن للفيلم أن يصل لهذه الدرجة لو لم يحوي فئة من خيرة المواهب الفنية، لكن ذلك لم يتم بسهولة، فدور الجد الغني جداً كان اساساً سيؤديه الفنان العملاق (كيفن سبَيسي)، لكن شاءت الظروف بإسابيع قبل عرض الفيلم أن تعرض هذا الفنان الى المساءلة بقضية تحرّش، كانت بالتأكيد ستؤدي الى جلب الضرر للفيلم، فتم استبداله بالممثل العملاق (كريستوفِر بلامِر)، وتم إعادة تصوير بعض مشاهد الفيلم، ومِن ثم تغيير محتوى دعاية الفِيلم والملصق الخاص به بناءً على ذلك كله، ليحصل كل هذا خلال أربعة أسابيع قبل موعد عرض الفيلم الذي لم يرغب المنتج والمخرج تغييره لكي لا تفوت فرصة تقييمه لجوائز الأوسكار بذلك العام.
بالإضافة الى الساطع (بلامِر)، قدمت لنا الفنانة (ميشيل ويليامز) أداءً يبقيها على قائمة أفضل ممثلات جيلها، وايضا أداء جيد من (مارك والبِرك)، واداء مُلفِت للنظر من المُمَثِلَين (رومان دوريس) و(جارلي بلامِر) بأدوار الخاطف والمخطوف على التوالي.
جاء رد فعل معظم النقّاد ايجابياً تجاهه، واتفق اغلبهم على امتياز أداء (كريستوفِر بلامِر) الذي أهله ليترشح لثلاث جوائز كبرى كأفضل ممثل مساعد عن هذا الفيلم من الأوسكار، الغولدِن غلوب والبافتا.
جاء الفيلم بإيرادات قدرها خمسة وخمسين مليون دولار أميركي على شبّاك التذاكر مقابل ميزانية قدرها خمسين مليوناً.
إنتاج عام 2017، ومن إخراج (ريدلي سكوت) عن كتاب (الثراء المؤذي) للكاتب (جون بييرسُن)، تمثيل (ميشيل وليامز)، (كريستوفِر بلامِر)، (مارك والبِرك)، (رومان دوريس) و(جارلي بلامِر).