نوافذ سينمائية

الجريمة والاثارة بمنتهى الابداع (Wind River)

بينيل عامر/ تركيا

المناظر القاتمة الثلجية والسير البطيء في الأحداث والانفجار النهائي بالقصة والشخصيات العميقة، هذه هي اللمسة الخاصة للمخرج والكاتب (تايلور شيريدان).
مشاهد الأكشن محدودة وقليلة هنا، ففيلم (wind River) فيلم إثارة يتحرك ببطء، ويركز على تصاعد تدريجي متوتر حتى يتم تفجير الأحداث بشكل مفاجئ وصادم في النهاية. لا يوجد شيء جديد بطريقة السرد هذه وعشاق هذه الأفلام معتادين على هذا السرد، ولكن ما يميز هذا الفيلم هي الطريقة الماهرة التي تم طرح القصة بها وأقصد بذلك مشهد الفلاش باك.
هذا الـ(شيريدان) يا سادة لا يكتب قصصا سعيدة، أفلامه تهتم بالمشاكل الداخلية التي تواجهها شخصياته، وهنا الفيلم يلعب على نفس النقطة وينجح بذلك. أفلام وقصص هذا المخرج دائما تحتوي على شخصيات معيبة تملك حزنها ومشاكلها الخاصة وتحاول مسايرتها.
ولكي يحافظ الفيلم على تركيز مشاهديه وخاصة بذلك السير البطيء للاحداث، فانه يستعمل موسيقى غريبة تعطيك شعوراً بأن هنالك شيئا ما سيحصل قريبا. فكان للموسيقى دور كبير للحفاظ على أغلب المشاهدين المستعجلين والغير صبورين وأضافت جواً خاصا للفيلم.
الأداءات القوية من قبل( رينر) و (أولسن) كانت أيضا من النقاط المهمة في الفيلم، فـ(رينر) ينقل الكثير من خلال تصرفاته ويقدم آداءا بارعا، أما( أولسن) فتقدم دور شابة تدخل في مواقف صعبة ومواجهات مصيرية، ولا ننسى أيضا (جون برنثال) بدوره الصغير المهم.
(شيريدان) يثبت لنا انه مخرج جدير بالثقة في تحقيق رؤيته الخاصة وفيلم (ويند ريفر) هو افضل أفلامه التي كتبها وأخرجها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى