(All Is Lost) ….صمت الحديث ونطق الموسيقى
سامر حميد
هل لك أن تتخيل طاقم تمثيل مكون من شخصية واحدة؟ ربما يبدو الآمر سهلاً بالنسبة لفيلم بلا حوار. ما كتبته سابقاً هو نقطة القوة للفيلم حيث أنه يمتلك ممثلا واحدا في طاقمه وحوار وهمي غير موجود سوى الحوار التجسيدي للعملاق (روبرت ريدفورد).
أحداث الفيلم تدور حول قبطان سفينة يصحو ليجد قاربه مرتطماً بحاوية شحن مما يسبب تسربا للمياه داخل القارب ويؤدي الى اتلاف جميع وسائل الاتصال والمؤن التي يحتاجها (روبرت) في رحلته المجهولة. (جي . سي شاندور) مخرج الفيلم ومؤلفه تعمد وضع علامات مجهولة في الفيلم، منها رحلة (روبرت) التي لا نعلم اين وجهتها بالتحديد إضافة الى الأسباب التي دفعته للسفر وحده وأسئلة كثيرة جعلها المخرج محل استفهام ووضع أجوبتها في قدرة الرائع (روبرت ريدفورد) ليوضح لنا معنى عدم الاستسلام لأقسى الظروف ومواجهة الظروف مهما كانت صعوبتها ودروس كثيرة أهمها المواجهة التي تواجدت بتفاصيل وزوايا الفيلم الذي أنتج بميزانية بسيطة جدا ولكنه استطاع إبراز القدرة على الخروج بأفلام مقبولة وبها عبرة بميزانية قليلة. أما الشأن الكبير فسيذهب بالتأكيد لموسيقى الفيلم التصويرية، ارتطام الآمواج وعلوها، صوت الاصطدام بحاوية الشحن تشعر بأنها كلها حقيقية نظرا لروعتها ودقتها في التجسيد الصوتي. عموما ان فيلم (All Is Lost) ليس ضخماً ولكنه بالتأكيد ليس سيئا ويمكن مشاهدته على سبيل المتعة لمحبي التجسيد والآدوار الصامتة.