نوافذ سينمائية

(اندريه ريبلوف) سيرة حياة رسام وشاعرية مخرج

احمد محمد /الاردن

أطول اعمال (تاركوفيسكي) لعام 1966 شريط يروي حياة رسام أيقونات الزخرفة في الكنائس الروسي (أندريه ريبلوف) له عديد من الرسومات أشهرها (المسيح المتوج) و(دخول يسوع المقدس) و(تجلي المسيح) و(الثالوث) وغيرها وقد عاش في القرن الخامس عشر، فيروي لنا الفيلم كيف اجتاح التتار في تلك الفترة روسيا، كما لا يخلو الفيلم من نقد الدين الذي يتبعه الروس بشكل اعمى. استخدم (اندريه) نظام الفصول في الفيلم وقسم فيلمه الى فصول لكل واحد عنوان به أحداث تلك الفترة.
أولا : الحلم
بداية الفيلم ذلك الرجل الذي يحاول الطيران بواسطة منطاد ويصرخ “أنا أطير” من الطبيعي ان حالة الطيران تلك تعبر عن الحالة النفسية لإنسان حينما يحلم، ولا ننسى مشهد الحصان السريالي الذي يوضح لنا صورة انعدام الواقع.
ثانيا : مهرج – الجهل – الصيف هذا الفصل تميزت به شخصية المهرج الذي يسخر بطريقه فكاهية من السلطان ونرى أن (أندريه) لم يعجبه ذلك ونرى أيضا مجموعة من الجهلاء تضحك على المهرج وعلى تلك الوضاعة السائدة بينهم الى أن ينتهي بمجموعة من الفرسان تلقي القبض على المهرج عقاباً له على تلك السخرية لاظهار حجم القمع.
ثالثا: نيوفانيس اليوناني – العلم – العاطفة – الصيف والشتاء
يلتقي (اندريه) بالفنان (نيوفانيس) اليوناني داخل كنيسة ليدور بينهم حوار يوضح مدى الفراغ الذي يعيشه الفنان اليوناني وكيف فقد ما يؤمن به وأصبح يتبع العلم على العاطفة والماورائيات وخرافات الاديان واتذكر هذا الحوار الذي دار بينهما تماما : ” إنني أرى أنك حكيم” ..”وهل يطيب لك ذلك؟ …أليس من الافضل أن تتبع أوامر قلبك؟ إن كثرة الحكمة تؤدي الى كثرة الأحزان في ظل ظلام الجهل، من يضاعف علمه يضاعف شجنه .
رابعا : العيد – الرغبة والشهوات
بهذا الفصل يلتقي الرسام (ريبلوف) بمجموعة وثينة تمارس طقوس عربيدية عراة رقص وجماع بشكل بشع جدا يقع الرسام في قبضة تلك المجموعة ليتم بعد ذلك صلبه وفي تلك الآثناء تأتي امرأة تقبله وتحاول أن تغويه فيطلب منهأ ان تفك قيده, بعدها يهرب وفي أثناء هروبه يهاجم مجموعة من الفرسان تلك المجموعة ينكلون بهم ويقتلونهم لكن الفتاة تعبر النهر دلالة على تمرد الشهوة على كل من العقيدة والعلم، وإن حتمية انتصار الشهوة لا مفر منه .
خامسا: يوم القيامة
– الصيف بهذا الفصل الرسام شعر بالملل وفقد الشغف للرسم رغم أن صديقه كان يحاول معه ليرسم الى أنه وصل لمرحلة الفراغ من رسم عذاب وأهوال يوم القيامة.
سادسا: الغارة – الخريف
يتحدث الفصل عن تلك الغارة التي شنها التتار على الكنيسة، (أندريه) بهذا الفصل يقوم بقتل أحد التتار دفاعا عن فتاة كانت تغتصب ليشعر (أندريه) هنا ببشاعة البشر.
سابعا: الصمت – الشتاء
صَمت (اندريه) بهذه الفترة ولم يرسم مجدداً ليكفر عن قتله لذلك التتاري فيقوم برعاية تلك الفتاة المختلة والتي فارقته هي الآخرى وذهبت مع أحد رجال التتار.
ثامنا: جرس – ربيع وصيف وشتاء وربيع
بقي الرسام على عهده صامتا وهناك يظهر شاب يصنع جرس عملاق هو ومجموعة من الرجال، صناعة جرس بحجم كبير تحتاج لشخص خبير بتلك الحرفة والشاب أعطاه والده سر تلك الحرفة, يعاني الشاب ومن معه في صناعة الجرس وبعد ان يصنع يتم رفعه على أحد الكنائس ويقرع لأول مرة وفي تلك الأثناء يكسر الرسام عهد الصمت ليضم الشاب ويتعهد أن يعملا معا هو برسوماته الرائعة والشاب بصنعه للأجراس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى