نوافذ سينمائية

هاملت…انتقام الأمير الحزين بلمسة تراجيدية

محمد سمير                     العدد:52

قصة (هاملت) التراجيدية التي كتبها (وليام شكسبير) صدر لها عدة افلام من بينها فيلم عام ١٩٩٠. تدور أحداث القصة حول الامير (هاملت) والذي جسد شخصيته بكل حرفية (ميل غبسون) الذي يتفاجأ بموت أبيه الملك واستيلاء عمه على العرش وزواجه من أمه مباشرة بعد موت أبيه بشهرين فقط، فغرق (هاملت) في حزن عميق، وفي أحد الايام أخبره بعض حراس القلعة أنهم يشاهدون طيف يشبه والده الملك، فيطلبون منه المجيء ومخاطبة الشبح، فيذهب ليرى بنفسه ذلك وبالفعل وجد طيف أبيه هناك الذي أخبره بأن عمه هو من قام بقتله عن طريق السم، فيأمره بالانتقام لمقتله، وتأنيب زوجته على الجريمة الشنعاء والفحش الذي قامت به وتخليه عن حبه بهذه السهولة، وهنا بدأت أحداث القصة بالتصاعد، حيث أصيب (هاملت) بصدمة عنيفة حولته إلى ساخر حول كل شيء، واعتقد الناس أنه مجنون ولكن الحقيقة أن الالم الذي كان يشعر به ومدى عمق تفكيره هو الذي قاده لهذا الاسلوب الساخر والفذ الذي لا يخلو من ذكاء متوقد بداخله، فأعتزل الناس حتى الفتاة الجميلة التي كان يحبها (أوفيليا) والتي جسدتها الممثلة الراقية (هيلينا بوهام كارتر) وبكل حرفية واتقان.

يحاول (هاملت) ان ينتقم من عمه وبالخطأ يقتل الوزير (بولونيوس)  والد (اوفيليا) لتحزن على موت والدها وتجن ومن ثم تنتحر في النهر، فتدور الاحداث في قالب انتقامي ليحاول (لايرتس) اخ (اوفيليا) مبارزة (هاملت) وقتله بخطة مدبرة من الملك، فيسقط الاثنان صريعان، وتموت الملكة بالسم الذي دبره الملك لـ(هاملت) بالخطأ، ليتضح للجميع شر الملك بعد فوات الاوان، ليقتله (هاملت) بسيفه قبل ان يموت متاثراً بجراحه.

ان (شكسبير) غير في شكل المادة كثيراً وأضاف أحداثاً لم تكن موجودة في القصة الاصلية لإعطائها لمسة تراجيدية، فظهرت فيها بعض أفكار العصور الوسطى كالأشباح والسحر وغيرها، ثم جاءت التحليلات لبيان التناقض الواضح في تصرفات (هاملت) بين جرأته الشديدة لقتل (الوزير) وعدم مبالاته في جرح (اوفيليا) وتردده في قتل (الملك) رغم رغبته بالانتقام منه، اذ القى (شكسبير) عبء ثقيل على روح (هاملت) التي لا تقدر على القيام بالفعل الغير معقول بالنسبة لطبيعتها المثالية التي لا ترضى بالقتل، ورغم ان (هاملت) في اللحظة الاخيرة قتل الملك الا انه قام بذلك فقط لانه كان مضطراً. جاء تقييم الفيلم (6.8/10) في موقع (IMDb) وقد رشح لجائزتي اوسكار كأفضل تصميم ازياء وأفضل ممثل مساعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى