تشيخوف: الأب الروحي لكتاب القصة القصيرة
سما حسين العدد:44
(أنطون بافلوفيتش تشيخوف) كاتب وطبيب روسي، يعد من مؤسسي المدرسة الواقعية في كتابة القصة القصيرة وأحد أهم الكلاسيكيين في العالم. شخصيته بحد ذاتها كانت ظاهرة فنية غير مسبوقة في مجال القصة والمسرح، ويعد أباَ روحياَ لكتاب القصة في شتى الأزمان. (تشيخوف) وكما عرف بدأ مسيرته في الكتابة لهواَ وكسباَ للرزق حيث عاش في ضل أب تعسفي كما تم وصفه. فبدأ يكتب بأسلوب ساخر عن الواقع الروسي انذاك ولكن سرعان ما أنتهى هذا اللهو بعد فوزه بجائزة بوشكين الأدبية وتحولت كتاباته من أسطر كوميدية الى مواد بناء شيد فيها مدرسة القصة القصيرة الجديدة التي سار على نهجها أغلب كتاب العصر. فكاتبنا لم يدع مشكلة عآبرة أو إحساس هامشي يفوته، إن كانت مقتصرة على الطبقة البرجوازية او الوسطى او الفقيرة. حيث آمن إن تلك المشكلات التي تأتي سهواَ لابد وأن تؤثر في الشخصية والسلوك على المدى البعيد. إهتم بالقضايا العامة الاجتماعية قبل إهتمامه بالمشاكل الخاصة الفردية، فالأولى برأيه أشد وطأة وضرر، و هنا يبتعد عن الأنانيه الانسانية، وعن إسلوب تفريغ العواطف والعقد الذاتية كما نجد في أغلب الأعمال الأدبية. ويعد تشيخوف من الاوائل الذين ربطوا الأدب برسالة الإصلاح الإجتماعي، محافظاَعلى هزليته السابقة برغم تهكمه الجديد. جمعت مؤلفات تشيخوف بأربع مجلدات، وكان يلاقي إستحسان النقاد والأدباء بعد كل عمل يكتبه. فأشاد ليو تولستوي بقصته (حبوبة) قائلاَ: “إنها مثل الدانتيلا التي نسجتها فتاة عفيفة”. وعن قصـته (إبنة البيون) قال (مكسيم جوركي) في كل قصة من قصص تشيخوف أسمع: “اَهة خافتة عميقة”. أما اشهر مسرحياته فهي (بستان الكرز) و(الأخوات الثلاثة) وقد مثلت على المسرح مرات عديدة.