تحرير عبد الرضا
نرغب احيانا ان نستمتع بالحديث على سجيتنا من دون ان يعلم الاخر هويتنا الحقيقية، وقد تكون تلك الشاشات التي نحدق بها لساعات وسيلتنا الافضل للتعبير عن كل افكارنا ومشاعرنا، لهذا تجد (كاثليين) نفسها منجذبة للحديث مع رجل باسم مستعار عن كل احداث يومها، برغم انها تملك عملاً في محل صغير لبيع الكتب ورثته من والدتها وحبيب وصديقات الا ان شعورا غريبا يجعلها تترك كل هذا لتلجأ الى صندوق بريد الكتروني تترقب كل رسالة تأتي من ذلك الغريب القريب، وفي المقابل نجد (جو) الثري ينتظر ما تكتبه تلك الفتاة الثرثارة بسعادة غامرة.
المتعة تبدأ عندما يصدم (جو) بـ(كاثليين) في العالم الحقيقي بدون ان يدركا انهما نفس اصدقاء البريد الالكتروني، الخلاف بينهما حول الاعمال يزيد الموضوع اثارة فـ (جو) بمكتبته الحديثة الضخمة سيؤذي مكتبة (كاثليين) الصغيرة والحميمية في اخر الشارع.
في فيلم (لديك بريد) المنتج عام 1998 ستتمتع عزيزي القارئ بكل مشهد، البساطة في الديكورات، الموسيقى المناسبة لكل حدث، اداء (توم هانكس) و(ميج ريان) الذي لا تشوبه شائبة وتلك الكيمياء المستمرة بينهما منذ اول تعاون لهما في فيلم (Sleepless In Seattle)عام 1993 بقيادة المخرجة (نورا ايفرون) للعملين، ولا تهتم لتقييم (6.6 /10) في موقع (IMDb) لأن دفء علاقات الصداقة الحقيقية التي يعرضها الفيلم لا يمكن تقييمه.
خلفية الاحداث المحركة للعلاقة بينهما جاءت بصورة تنافس في سوق العمل، لكن مع مرور الاحداث انت لن تهتم الا بعلاقتهم الحقيقية والبريدية، خصوصا عندما يفوز (جو) بالافضلية ويكتشف ان الصديقة الثرثارة هي نفسها المنافسة، فتشاهد اللين في تعامله الذي يربك (كاثليين) فتسرع الى صندوقها البريدي تشكو لصديقها تصرفات منافسها، نهاية الفيلم كأحداثه سعيدة فلا تترد في مشاهدته.
