(Winter’s Tale)…بعض المشاعر لا تموت
بشرى نجم الدين
يُقال أن لكل منا عملٌ خُلق لكي يؤديه، وليست هناك حياةٌ أفضل من أخرى، ولا شيءٌ في الكون خُلق عبثاً، وعندما ننهي بأنفسنا ما قُدِر لنا لربما نلتقي بمن أحببناهم وفقدناهم لنكون معهم للأبد، ولكن هل يوجد عالم خفي يتحكم بكل العوالم بحيث يوصل كل شخص ببعض بطريقةٍ ما؟ وهل يلد كل منا ومعه معجزة خُلِق لكي يحققها؟ وهل يعيش الملائكة والشياطين بيننا ومعنا بدون ان نشعر بهم؟ فماذا لو كان قانون الزمان والمكان ليس الذي نعرفه وتعلمناه؟
(Winter’s Tale) فيلم دراما ورومانسية وخيال، يحوي الكثير من المشاهد الجميلة التي تحكي عن الوعي والإنتقال والإرتقاء الروحي، وتجسيد درامي للمشاعر بطريقة خيالية جميلة، إضافة الى موسيقى تصويرية بديعة تأخذك لعالم آخر. يحكي الفيلم قصة بيتر ليك (كولين فاريل) اليتيم الذي وصل لشواطيء أمريكا بقارب صغير، يتربى في الشوارع ويمتهن السرقة، يهرب على إثر خلاف مع مديره بيرلي (راسل كرو)، وخلال حصاره من رجال (بيرلي) يلتقي بحصانٍ أبيض يتآلف معه، وفي رحلة هروبه يقرر أن يسرق لآخر مرة ما يكفي لتأمين عيشه خلال فصل الشتاء القاسي له ولحصانه، فتقع عيناه على قصرٍ ويدخل لسرقته ظناً منه أنه خالٍ، وخلال السرقة يشده نورٌ يبدأ بعدها عزف لحن (براهامس) ويتفاجأ بوجود بيفرلي (جيسيكا براون فيندلي) ذات الشعر الأحمر المريضة بالسل، فيقع بحبها ويصبح كلاهما قدراً للآخر. ولكن هل يمكن أن يستمر الحب والخير بدون تدخل الشر؟ بالطبع لن يسمح (بيرلي) بأن يتخلل النور المدينة وتسطع السماء بنجومٍ براقة، وأن يحقق (بيتر) معجزته بأنقاذ الفتاة ذات الشعر الأحمر، “عندما يُفقد الحب الحقيقي تتجرد الحياة من أي معنى” وهذا ما حدث لـ(بيتر) فيفقد الذاكرة لفقدانه حبه وتتحرك عجلة الزمن بغير التي نعرفها، لكن اللوحة التي ترسخت في ذهن (بيتر) واستمر برسمها لأعوام بدون أن يعلم من هي الفتاة (ذات الشعر الأحمر)، جعلته مهووساً بمساعدة وإنقاذ صاحبة اللوحة. يلتقي بعد أعوام بـآبي (ريبلي سوبو) طفلة مريضة بالسرطان ويكتشف صدفة أنها ذات الفتاة في اللوحة، وتعود ذاكرة (بيتر) تدريجياً ولكن يلاحقه (بيرلي) مرة اخرى. فهل سيتمكن (بيتر) من تحقيق معجزته التي ولدت معه، وهل سينجح (بيرلي) في منعه؟ ألفيلم من إخراج (أكيفا غولدسمان) وتأليف (مارك هلبرين) أما الموسيقى التصويرية فمن تأليف المبدع (هانز زيمر)، ويشارك في التمثيل كل من (ويل سميث)، (ويليام هورت) و(جنيفر كونللي) .