(Saving Private Ryan)…من وحي رسائل ابراهام لينكولن
محمد عبد الرضا العدد:44
عندما تحاول ان تقرب الصورة للمشاهد ليتخيل حرباً ازهقت اكثر من 50 مليون انساناً فستكون امام مهمة تعجيزية، ولتحلل هذه المهمة لتصل الى مبتغاك فيجب ان تحدد ملامحها بثلاث نقاط اساسية (القصة) و(فظاعة الحرب) و(التأثير على المشاهد)، ولن تجد قصة تروي وتنسج وحياً لتلك المأساة افضل من قلم (روبرت رودات) وخياله القصصي الغريب والقريب للواقع بنفس الوقت، حيث أستلهم قصته من رسالة مرسلة من الرئيس الامريكي (ابراهام لينكولن) لوالدة فقدت خمسة من ابناءها اثناء الحرب الأهلية.
ويبقى ايقونة الاخراج الحربي ومتصدر القائمة (ستيفن سبيلبرغ) اجود الاختيارات الاخراجية للظهور بأقرب صورة واقعية لفجاعة الحروب وايقاعاتها الدموية، أما واجهة الفيلم الدائمة هو الممثل الذي سيقود هذه الامكانات والموارد للوصول لذروة النجاح الفني و(توم هانكس) هو مصدرألهام وتأثير بالغ لكل الباحثين عن شغف المشاهدة الممتعة. الفيلم يدور حول مهمة إنقاذ تكلف بها كتيبة يقودها النقيب (جون ميلر) من قبل الرئيس الامريكي شخصياً لإعادة المجند (رايان) الى والدته التي فقدت ثلاثة ابناء في نفس الحرب الدائرة. (11) مليون دولار و1000 جندي من احتياط الجيش الايرلندي ومجموعة كبيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة ومجموعة كاميرات تصوير خاصة تحت الماء ومنظومات صوتية حديثة خاصة لنقل تأثير اصوات الانفجارات وازيز الرصاص بشكل موجه مع (16) طن من الدماء المزيفة وآليات انزال حقيقية من نفس الحقبة كانت كافية لتصوير افضل مشهد حربي عبر التاريخ السينمائي وهو الانزال على شاطيء (اوماها). تم تسويق الفيلم في اكثر من 2400 صالة عرض في 28 حزيران 1998 ليحقق في اول اسبوع اكثر من 30 مليون دولار وبمجموع ارباح نهائي بحدود نصف مليار دولار من ميزانية قدرت بـ(70) مليون دولار. رشح الفيلم لـ(11) جائزة اوسكار وفاز بـ(5) وهي (افضل اخراج وتحرير وصوت وصناعة سينمائية ومؤثرات صوتية) وجائزة الغولدن غلوب لأفضل (اخراج وقصة وتصوير) والغرامي لافضل موسيقى تصويرية و(ساتورن) لافضل فيلم اكشن وجائزة بافتا للتأثيرات السينمائية وجوائز اخرى كثيرة. جاء تقييم الفيلم (8.6/ 10) في موقع (IMDb).