خلدون لطيف ناصر
هل يمكنك ان تتخيل او تتخيلي (ان امكن لنا التعبير) حكومة بريطانية تتنازعها الضغائن في ادارة اكثر شؤون الدولة؟ هذا ما يقدمه فيلم (The Favourite) للمخرج اليوناني (يورغون لانثيموس) في اطار كوميدي جديد لتخليد عهد الملكة (آن) في بدايات القرن الثامن عشر الميلادي من خلال علاقتها المتصدعة مع اثنتين من سيدات القصر (سارة تشرشل) و(ابيغل هيل) في حين تعاني هي من المرض وسط هذه المكائد التي تحاك بين السيدتين المقربتين منها .
فمن خلال خلق شخصية مرحة للملكة لتتجاوز محنة حزنها نراها تتنقل في اروقة القصر بواسطة الكرسي المتحرك بالاضافة الى المأساة الخاصة في حياتها العاطفية التي توجهها الى تربية الارانب.
السيدة (سارة) تظهر جشعها وحرصها على رفع الضرائب للدخول في حرب ضد فرنسا عندئذ تصل امرأة لطيفة هي ابنة عم سارة إلى القصر والتي جعلتها ظروفها بسبب ديون والدها المقامرة تعمل كخادمة هذه هي أبيغيل (ستون)، التي تساعد معرفتها بالأعشاب الطبية على علاج الملكة، مما يدفع الفيلم للدخول في اطار المنافسة بين الشخصيتين للتحكم في الملكة، تابع (لانثيموس) نزعته في تقديم حكاية مرحة من خلال عدسة كاميرته التي تلتقط مكائد القوة الملكية ويقدمها على شكل قوة نسائية محدودة ولكنها حادة في قوتها. فازت (أوليفيا كولمان) بجائزة أفضل ممثلة في مهرجان فينيسيا السينمائي الـ(75) عن دورها في هذا الفيلم اذ قدمت الملكة (آن) المحتاجة والشريرة، والتي تتركها الفكاهة مع عدد قليل من الحلفاء مثل (وايز) التي تتحدى ديناميكيات السلطة وسيطرة العاطفة في عيب قاتل بالنسبة لها عندما تهددها (سارة) التي تقوم (إيما ستون) بجعلها ترقص على حافة اليأس لتحقيق القوة والتشبث بها. الفيلم سيعرض في مهرجان نيويورك السينمائي في دورته الـ(56). الفيلم انتاج عام 2018 وحصل على تقييم (7.8/ 10) في موقع (IMDb).
