(Nosferatu the Vampyre)..دراكولا قصة لا نهاية لها
مرتضى فاضل – العدد 53
اقتراب الفجر بالنسبة للبعض يعد بؤساً. العديد من البشر الذين يعانون من حساسية الصباح لا فرق بينهم و بين مصاصي الدماء. بالتحديد في مدينة (ترانسلفانيا) في امريكا يوجد بها احد اعظم القصص التاريخية وهي(نوسفيراتو فامباير) تعود جذور القصة الى عشرات الاعوام انذاك. تبدأ رحلة السيد (جوناثان) الى (دراكولا) او الكونت ليجلبهُ من (ترانسلفانيا) الى مدينة الحب (ويزمار) حيث العلم والايمان والفلسفة وكل ماهو متطور في ذلك الوقت لكن لم يعلم (جوناثان) انه سيجلب الى مدينتهُ كل انواع العذاب النفسي التي يصادفها الانسان في حياته وهي الطاعون و يأتي معها من هو اسوء دراكولا ليجعل من الانسان مصاص دماء. تفسيرآ لما جرى من احداث مأساوية وخوف وهلع من الطاعون لم يعلم في ذات الوقت أهل مدينة (ويزمار) ان في بلدتهم ذلك الدراكولا الشيطان الذي يخافهُ الكل فهو في نظر الناس اسطورة مميتة. الفيلم صُدر في عام 1979 يُعد تحديث جديد فهنالك نسخة تعود الى عام 1922 وهو النسخة الاولى التي تحدثت عن (نوسفيراتو فامباير). لكن الاختلافات والفروقات التي طرأت على السينما غيرت الفيلم الى الافضل ومن ضمنها الصوت والتصوير السينمائي الملون والحوارات الشيقة المليئة بـ(الفلسفة البحتة) التي تتحدث عن الحب والشعور بالانتماء والدفء المختبئ في باطن كل انسان كل ذلك لايمكن لاي شخص ان يسلبه منك حتى في القوى وهذا ما اراده (دراكولا) من الجميلة (لوسي) زوجة (جوناثان) الذي تغير بسبب (دراكولا) و اصبح ليس بالانسان، وكأن المخرج او كاتب القصة (فيرنر هيرزوج) اراد ان يقول ان تلك الاسطورة العريقة ألا وهي (دراكولا) لا يمكن ابدا ان تموت بكل سهولة فهي مستمرة بدواخلنا الى ان يتوقف قلب الانسان عن الحياة .
هنالك مشهد طريف في نهاية الفيلم ولكنه يخبئ معان كثيرة عن ان الانسان لايستطيع ان يمنع نفسهِ من الموت اراد ان يُبين لنا المخرج ان الحياة ستستمر و اننا سنموت حتمآ ذلك المشهد في ساحة مدينة (ويزمار) بين المباني وحيث الجرذان الكثيرة دليل على (الطاعون) الناس جميعها ترقص على مائدات الطعام لايبالون بالطاعون ولا للموت مشهد كان من اجمل المشاهد السينمائية في القرن المنصرم. الفيلم صُدر عام 1979 حاصل على تقييم (7.6/ 10) على موقع IMDb وفائز بخمس جوائز متنوعة.