نوافذ سينمائية

(Just Like Heaven) حلم ضبابي بلون وردي

تحرير عبد الرضا

نفقد في حياتنا الكثير من الاشخاص والحب والامنيات، ولا ندرك ما نفقده الا بعد ان نتهاون في الحفاظ عليها، فتكتسي حياتنا بلون رمادي يعلوه غبار الذكريات الذي لا يمنحنا الشعور بالامان الا بالانعزال، وهذا ما فعله (ديفيد) الذي يبدو انه لم يتعاف من فقدان زوجته الحبيبة، ليختار له القدر ان يسكن في شقة انيقة لوحده مع احزانه، لكن القدر قرر ان يلاعبه، فاحضر له شبحا يستفزه ويحيل حياته جحيماً، هذا الشبح ما هو الا الفتاة الجميلة (كاثرين) التي لا تعرف الا ان هذه الشقة الجميلة لها وان (ديفيد) مجرد دخيل، برغم محاولاته اقناعها انها شبح.الكآبة التي يبدأ بها الفيلم تنجلي قليلا مع دخول الكوميديا في المشاهد، لتبدأ مع محاولة (ديفيد) طرد (كاثرين)، ثم محاولة التفاهم معها، ليصل الامر لمعرفة ماذا حل بها؟ هنا تتسلل الرومانسية بينهما، لتتسلل ايضاً الينا بسبب التلقائية في الاداء والاحساس الذي يتولد بان هاتين الشخصيتين تتشابه معنا في كل شيء.
تخيل ان يقول لك شخص : “عندما لا اكون معك ..اشعر اني لست موجودا”، تخيل ان تكون هذه العبارة ليست مجرد كلام وانما حقيقة، فعندما يبدأ (ديفيد) بالوصول الى حقيقة (كاثرين) يدرك انه سيفقدها، كما تدرك (كاثرين) انها ربما ليست ميتة حقاً، فلمسة يد (ديفيد) الدافئة اشعرتها بالحياة.
فيلم (مثل الجنة) انتج عام (2005) وبرغم انه تقييمه لا يتعدى(6.7 /10) الا انه يحظى بقبول واعجاب جماهيري، من بطولة الحاصلة على الاوسكار (ريس وذرسبون) والمبدع (مارك رافالو) واخراج (مارك ووترز) لا يجب ان تسرقنا مشاغل وهموم الحياة من الحياة نفسها، وثق دوما ان هناك امل وحب ينتظرك في مكان ما مع شخص ما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى