نوافذ سينمائية

(Incendies) …حياة امرأة في زمن الحرب

احمد حسن

مر عام تقريباً على مشاهدتي لهذا الفيلم وما زلت أتذكر بشكل ملفت للنظر اغلب احداثه، واغلب الظن أن ذلك يعود لأحداثه التي تنحفر في عقل المشاهد، ففيها الفرح والحزن المختتمان بصدمة قاسية جداً، أي أنه فيلم أستطيع ادراجه ضمن خامة الفن المؤثر. فيلم (حرائق) يأخذك بمغامرة من النوع الغريب فهو يتنقل بشكل معقد بين الماضي والحاضر ويمزج بينهما طوال الآحداث ليقدم إيضاح كافي للمشاهد عن مغزى القصة والتي تدور بدورها عن (نوال مروان) الآم المسيحية التي تعيش في كندا مع ابنيها (جان) و(سيمون)، وعند وفاتها تترك لهما وصية تخبرهما فيها عن وألدهما وأخوهما اللذان لم يكونا يعرفانه من قبل وتطلب منهما تحقيق رغبتها بأن يذهبا برحلة للشرق الآوسط حيث كانت تعيش للبحث عن وألدهما واخيهما. تذهب (جين) وحدها في البداية ثم يتبعها (سيمون) الذي لم يكن مقتنع بضرورة الذهاب، بعدها يروي الفيلم تفاصيل قصة (نوال) في الماضي حيث كانت تبحث عن ابنها الذي ولدته بشكل غير شرعي من مسلم فلسطيني لاجئ في لبنان ويتنقل الفيلم بشكل متساوي مع بحث (جان) و(سيمون) عن أبيهم وأخيهم في الحاضر. يقدم الفيلم تصويراً ممتازاً لظروف الحرب في الشرق الآوسط و التي تصل قمة بشاعتها بأحد المشاهد المأساوية في وسط الفيلم حيث كانت الحرب الآهلية بين المسلمين والمسيحيين في لبنان قائمة فيأخذك لتعيش ظروف الحرب بأدق التفاصيل الممكنة للجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ومن المربك والدقيق أيضاً ان الفيلم يتحدث بثلاث لغات الآنجليزية، الفرنسية والعربية وهذا قد يكون للدقة و الالتزام بأعلى درجات الواقعية. الفيلم انتإج عام 2010.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى