بينيل عامر/ تركيا
رغم أن أحداث فيلم (في الذبول) خيالية، إلا إنها ترتكز على واقع حقيقي لعالمنا، فالتقارير الإخبارية تركز دائما على العمل الإرهابي من المنظور الخارجي الواضح، إلا أنه نادراً ما يتم التركيز على الأضرار الجانبية العاطفية لهكذا أعمال، الفيلم يظهر لنا أن أضرار الارهاب الأكثر تدميراً في بعض الأحيان لا تعود لأولئك الذين يموتون، بل لأولئك الذين يبقون على قيد الحياة. قصة الفيلم تدور حول (كاتيا) التي تنهار حياتها فجأة وبشكل غير متوقع، عندما تنفجر قنبلة وتودي بحياة زوجها (نوري)، وابنها الصغير (روكو). الفيلم حصد جائزة أفضل ممثلة في حفل (كان) عن ممثلته الرائعة (ديان كروغر) التي تعمقت داخل الشخصية وجسدت آلامها بشكل رائع، وبتمثيلها مرت عبر كل مراحل الحزن التي من الممكن أن يمر بها الشخص عندما يفقد أعزاءه، اذ قدمت شخصية أم فقدت أهم الأشخاص في حياتها والتي لا تملك خياراً سوى المضي قدماً، دور صعب ويحتاج لمجهود، و(ديان) كانت جديرة به.
وبينما تتوهج (ديان كروغر) في دورها، لا يقف المخرج الألماني من الأصول التركية (فاتح اكين) مكتوف اليدين، فهو يقوم بألاعيبه الخاصة ليشد انتباهنا للفيلم، قراراته التصويرية مع مصوره (راينر كلاوسمان) وطريقة تحريكهم للكاميرا ومشاهدة الـ(Long Shot) والالتفاتات والدورانات المتقنة كانت كلها فعالة وأحببتها جداً، حتى طريقة تقديمه للفيلم بثلاثة فصول مختلفة كان قراراً سليماً وجميلاً بالرغم من ضعف الفصل الثاني نوعا ما واقصد مشاهد المحكمة.
الفيلم المنتج في عام (2017) والذي قيم (7.1/ 10) في موقع (IMDb) تم صناعته بإتقان، بأجواء حزينة مرسلاً عدة رسائل عن أحداث مأخوذة من واقعنا، لنقف لوهلة ولنفكر قليلاً مع أنفسنا، كم من بشري عاش ومر بما عاشته ومرت به شخصيتنا الرئيسة في هذا الفيلم؟ شعور صعب أليس كذلك؟ لا أستطيع أن أنهي كلامي الا بالقول كل محبتي وتعازي لكل من مر بهذه الفترة الصعبة والثقيلة على القلب.
