نوافذ سينمائية

(2001: A Space Odyssey)…الوجودية الحتمية للجنس البشري

حيدر الطائي

زرت في احدى الليالي المظلمة جدتي العجوز، بلا موعد، طرقت الباب منتظراً أن يُفتح، لكن بلا جدوى، حزنت فكنت اريد ان اراها، ان اسأل عن حالها، حتى اصابني الهلع لأن من الممكن أن مكروهاً قد اصابها، تسلقتُ جدار المنزل بسهولة وكلي فخرٌ بقوتي، دخلت المنزل وكان في حالة يرثى لها، كان مليء بالدماء المتناثرة حتى على الجدران، خفتُ كثيراً على جدتي فجريت بأقصى سرعة ممكنة لغرفة نومها متمنياً كونها بخير، دخلتُ الغرفة ليصيبني الذهول، كانت الغرفة جميلة ومرتبة ورائحتها زكية وجدتي مستلقية على السرير ذو اللون الابيض المتلألىء، حاولت ايقاضها مراراً لكنها لم تستجب لندائاتي، حزنتُ جداً لأنني ظننتها ميتة، بكيت قربها كثيراً حتى أخذني النوم.
دخلتُ عالم الاحلام ولكن لم ارى سوى جمال الطبيعة الخلابة في كوكب خالي من البشر ومن كل مظاهر الحياة، سرتُ كثيراً في العديد من الوديان والجبال ولم ارى احداً، يا الهي ما الذي يحصل؟ وبعد البحث والكثير من التساؤلات اكتشفتُ انني لستُ على كوكب الارض، لأنني اراه في الافق الان، كان شيئاً عجيباً فكوكب الارض هو الكوكب الوحيد من بين جميع تلك الكواكب كان اسود اللون ومدمر وغير صالح حتى للنظر، جلستُ وحيداً واذا بعجوز تسير نحوي واذا بها جدتي التي ظننتُ انها ميتة. تفقدتُ حالها وكانت في افضل حال، سألتها مالذي حصل للارض؟، قالت: البشر ياعزيزي، هذا الكائن المتوحش هو الذي فعل هذا، فأي مكان خالي من البشر ومن أي شيء يتعلق به هو مكانٌ صالح للعيش. صحيتُ من النوم مذهولاً وجدتي كانت بخير، تسائلتُ كثيراً عن هذا الحلم، حتى قمت بمشاهدة احد الاعمال السينمائية التي تتكلم عن هذا الموضوع، عمل يسمى (الاوديسا) ذلك العمل المتكامل الذي يُمقت فكرة الوجودية الانسانية ويفسر ظاهرة العنف البشري من خلال فلسفة حادة المعالم على طريقة معقدة مليئة بالكادرات الفلكية وبأسلوب اشبه بأسلوب الفيلسوف (فريدريك نيتشه) مثيراً فكرة روبورتيه الانسان والعكس التي تعني أنعدام وجود المشاعر والتسامح بين الجنس البشري، متمثلاً بالالات التي هي بلا أي مشاعر. صدر الفيلم عام 1968، وجاء تقييم الفيلم (8.3/ 10) في موقع .IMDb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى