(Before Sunrise)….قصة حب جمعها القدر
منذر بشير العدد:51
تبدأ قصة الحب والرومانسية بلقاء السائح الأمريكي جيسي (إيثان هوك) والطالبة الفرنسية سيلين (جولي دلبي) في أحد القطارات المنطلقة من بودابست، (جيسي) كان متوجهاً إلى فيينا من اجل رحلة العودة إلى الولايات المتحدة، بينما كانت سيلين في طريقها إلى جامعتها في باريس، عند وصولهما إلى فيينا، توافق (سيلين) على طلب جيسي بالنزول معه قبل أن يغادر كل منهما المدينة، اذ ان (جيسي) لديه رحلة في الصباح الباكر وليس لديه نقود لكي يستأجر غرفة ليمضي ليلته، لذلك يقرران التجول ليلاً في انحاء فيينا في صيف عام 1994. الفيلم لفت الانظار لعدة اسباب، منها احداثه التي تقع في اقل من 24 ساعة (16 ساعة) بالتحديد، وكونه اول فيلم رومانسي واقعي في تاريخ السينما وهي رومانسية لم تعهدها السينما الغربية، حواراته تفردت بأنها سلسلة من المحادثات والنقاش بين شخصين بدون انقطاع، والسبب الاكبر لحالة الجدل انه لا يوجد نهاية للفيلم، اذ تعودنا في الافلام الرومانسية على النهاية السعيدة غالباً او النهاية الحزينة ولكننا لم نتعود على عدم وجود نهاية من الاساس، وهذا الذي جعل الجميع في حالة من النقاش المستمر، وكان السؤال الاكبر الذي يطرح نفسه بقوة: ما الذي حدث بعد 6 اشهر من نهاية الفيلم؟ وانتظرنا كثيراً وكان المخرج متعمداً ان يطيل الانتظار لفترة 10 اعوام كاملة, ولكن مع ضغط الجمهور والنقاد لم يتحمل المخرج وانهار بعد 9 اعوام واتحفنا بالجزء الثاني لنعرف اخيراً النهاية, التي لم يتوقعها احد وكانت بمثابة الصدمة للجميع، فقد تمثلت بحدوث تغيير في الخطة وعدم التقاء المحبوبين بعد اشهر من الفراق. تلقى الفيلم مراجعات ايجابية جداً من النقاد حيث حصل على نسبة 100% على موقع الطماطم الفاسدة، وكتب (هال هينسون) في مراجعته لصحيفة واشنطن بوست:”قبل الشروق ليس فيلماً ضخماً او ذو افكار عظيمة، وانما هو شيء اخر ارقى من قصص الحب المبتذلة التي تراها عادةً في الافلام، هذا الفيلم، على الاقل، يعامل الشباب كاشخاص حقيقيين”. الفيلم اصبح من كلاسيكيات السينما العالمية ونجاحه الغير متوقع والمدوي وحالة الجدل الفكري التي احدثها الفيلم على مستوى الجماهير والنقاد لم تكن معهودة. انتج الفيلم عام 1995 بإخراج ( ريتشارد لينكلاتر ) وكتابة ( ريتشارد لينكلاتر ) و(كيم كريزان ) وبميزانية تقدر بـ(2.500) مليون دولار في حين حصل على إيرادات (17.200) مليون دولار.