نوافذ سينمائية

سيرة ذاتية جسدت…(I,Tonya) معاناة بطلة حقيقية

بينيل عامر/ تركيا

ان اردت تعلم كيفية صنع فيلم سيرة ذاتية ناجح يجعل المشاهد متعلقاً به ومستمتعاً مع احداثه يجب عليك مشاهدة فيلم (أنا، تونيا) الذي يتحدث عن (تونيا هاردينج)، متزلجة جليد بارعة يرتفع مستواها ويعلو شأنها، تتقدم بُخطى ثابتة وقفزات واسعة نحو النجاح، ليهدد الخطر مستقبلها الرياضي حين يتدخل زوجها السابق في الأمور. (تونيا) شخصية تم تربيتها بشكل قاس، لم تستقبل ذلك الحنان الأبوي الذي يستقبله كل الأطفال، صارعت صعاب الحياة من المشاكل الزوجية التي تظهر وتختفي وبين الشكوك التي تراود نفسها، وبين مثابرتها لتكون الأفضل في رياضة التزلج.
الفيلم لن يجعلك تفكر بشخصية (تونيا) فقط، إنما سيجعلك تتعاطف معها وتشعر بها بشكل عميق لسوء المعاملة والألم اللذين عانت منهما. المخرج (كريغ جيليسبي) صنع فيلماً يسخر من الأمور المتعلقة بهذه الرياضة، الحكام وطريقة تفكيرهم، والأغبياء الذين عاشوا مع (هاردينغ) والذين ببعض القرارات الغبية دمروا موهبة وكتلة نشاط يصعب تكرارها للأسف.
المخرج بذكائه قام مع الكاتب بعمل بارع فقد أعتمد على أن يحكي القصة عن طريق شهود يصعب الاعتماد على كلمتهم، فأضافت هذه الحركة جوا جميلا للفيلم.
سيكون من الظلم أن أنهي كلامي دون أن أذكر ذلك الشيء الذي كان يتزلج مع (مارغوت روبي)، ويقوم معها بالقفزات الثلاثية والدورانات والتحلقات العالية في الهواء، وأقصد هنا براعة تحرك الكاميرا في حلبة التزلج وخارجها.
ثم نأتي للتمثيل، فتظهر (مارغوت روبي) بالدور الأفضل في مسيرتها، لتقدم شخصية تلك المرأة التي نشأت بصورة مشوشة، تلوم نفسها أحيانا وتلوم الآخرين أحيانا أخرى، تلك المرأة التي ظلمت ولم تأخذ حقها، وخاصة بموهبتها التي تمتلكها.
وتأتي (اليسون جاني) بدورها القاسي المهمل، شخصية صعبة المراس ولا يوجد بها شيء إيجابي يمكن الإعجاب به. الفيلم معمول بإتقان بنكهة أفلام الكوميديا السوداء ويحتوي على مواضيع تستحق التفكير بها، وتجد فيه الفكاهة في قصة مؤلمة، لتكون نقطة إيجابية تُحسب لصناع الفيلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى