نوافذ سينمائية

(MARSHLAND)…(البرتو رودريغيز) تحفة سينمائية من المخرج

مهند النابلسي/ الاردن

(الاهوار) فيلم اسباني انتاج عام 2014 نال ما يقارب 45 جائزة دولية، تدور احداثه في الثمانينيات عندما تضرب في عمق الجنوب الاسباني الغامض جرائم اغتصاب وقتل لفتيات يافعات جميلات في بلدة منسية بعيدة، مما يستدعي ارسال تحريين من قسم الجرائم في (مدريد) لتقصي الحالات، ومع تعارض فكرهما الأيدولوجي وتناقض سلوكهما الأخلاقي يقومان بمطاردة القاتل المتسلسل بصبر واحتراف قبل أن يقدم على المزيد من الجرائم المرعبة.
يسحرنا هذا الشريط بمشاهد بانورامية جذابة للأراضي الرطبة حول نهر (جودال كويفر) في القرية المائية والتي نراها عندما يقوم التحريان المحترفان بالوصول اليها من مدريد، ويبدو التناقض واضحا بينهما منذ البداية حيث (بيدرو) من الجيل اليساري الأخلاقي النزيه، فيما يمثل (خوان) المدرسة القديمة التقليدية التي تتميز بالقسوة واللامبالاة، لتبدأ مهمتهما للبحث والتقصي عن اسباب اختفاء الشقيقتين المراهقتين (ايزابيلا) و(كارمين) اللتين فقدتا منذ ثلاثة أيام، ولا يلقيان اي دعم مفيد من والد الفتاتين اللئيم الغاضب (رودريغو)، بينما تلعب الام (روسيو) دور الزوجة المضطهدة المحبطة التي تعاني من اختفاء ابنتيها، ثم في غياب زوجها تعطي المحققان (نيجاتيف) شبه محترق لمشاهد فاضحة للشقيقتين، لاحقا يعثر على جثتي الفتاتين غارقتين في الوحل وقد تم تعذيبهما ليتعقد الموضوع مع اختفاء غامض لفتاتين جديدتين، ويلاحظ التحريان ارتباط الموضوع بشخص غامض يدعى (النينو) بالرغم من عدم تطابق حمضه النووي، كما يرتبط الاختفاء مع فتاة غامضة تدعى (مارينا)، ويتم اكتشاف أنه تم اغراء الفتيات بوعود مشبوهة للبحث عن عمل مغري في مكان ما، مع اجواء البطالة وضيق العيش في البلدة الفقيرة. ثم تتطور مع الوقت علاقة غير مريحة بين المحقين وخاصة عندما ينغمس (بيدرو) بممارسات عنفية مبالغ بها وغير مبررة، عكس (خوان) المتماسك والهادىء. هناك روعة آخاذة بطريقة تصوير المشاهد الحافلة بالتفاصيل الطبيعية، كما بالمطاردة الكابوسية للمجرم في المشاهد الأخيرة في ظل اجواء ماطرة مضطربة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى