نوافذ سينمائية

ثلاث صفعات لحياة غير عادلة…(Three Billboards Outside Ebbing Missouri)

خلدون لطيف ناصر

يقال ان لا جرح يداوي جرحا وليس هناك اغور من جرح الفقد بالموت. فيلم
(Three Billboards Outside Ebbing Missouri)
المقتبس من قصة حقيقة يقدم لنا حياة الام (ميلدريد هايس) التي تمثل دورها (فرانسيس ماكدورماند) والتي فقدت ابنتها في مشهد افتتاحي، ويقدمها لنا بصورة منفردة تواجه رجال شرطة مدينتها ( مدينة إبينغ في ولاية ميسوري ) الذين تتهمهم من خلال لوحات اعلانية بالتقاعس عن اداء واجبهم في الكشف عن قتلة ابنتها. تواتيها الفكرة على الطريق اذ ترى اللوحات المتروكة من دون اعلان، لتقوم باعلان المواجهة مع القانون الذي ضاعت منه العدالة بالقصاص، وتوجه في اللوحة الثالثة لرئيس الشرطة المحتضر نتيجة اصابته بالسرطان ( وبلوبي) الذي يقوم بدوره الممثل ( وودي هارلسون) سؤال : ” هل باستطاعتك ان تقبض عليهم؟”. تأخذ القضية منحاً شخصياً عندما تنقسم المدينة الهادئة الى فريقين فريق (ويلوبي) وفريق (ميلدريد) وتحت انظار الاعلام، فقد قذفت في مياههم 3 حجارات، فكان لابد ان يرتد لها الفعل من خلال سيناريو التصادم عبر مواقف متتابعة تتوجها باحراق مركز شرطة المدينة اثناء وجود (جايسون ديكسون) والذي يلعب دوره (سام روكويل). لا يمكن للفيلم الا ان يميط اللثام عن الجاني عبر محادثته لصديقه هذه المحادثة التي يسمعها (ديكسون) رجل الشرطة المقال في موقف يحمل صيغة صدفة الزمن، نفس الصدفة التي جعلت ابنتها ضحية. كل جهود الشرطة لا يمكنها ايداع الجاني في السجن في موقف يحمل في طياته السخرية .رغم كمية الالم التي تتواجد في قلب الام ميلدريد الا ان لقطات رومانسية تتسرب اليها بعد طلاقها من زوجها، من خلال خروجها في موعد مع رجل قصير القامة. نهاية الفيلم تجعلنا نتساءل عن سبب خروجها في رحلة الانتقام والبحث عن القصاص؟! فاز الفيلم يوم الاثنين الماضي بجائزتي اوسكار لافضل ممثلة بدور رئيسي وافضل ممثل بدور مساعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى