اسل الصفار/ امريكا
فيلم سياسي تدور أحداثه حول تحقيق صحفي عن موت موظفة شابة يؤدي الى التوغل بمؤامرة كبرى تتشعب جذورها نحو الكونغرس الأميركي ومشروع ضخم يهدف لتحويل المنشأة العسكرية الأميركية للقطّاع الخاص. يبدأ الأمر كله عندما يتولى الصحفي كال ماكافري (راسِل كرو) موضوع التحقيق بملابسات حادثة إطلاق نار أدت الى مقتل شخص واصابة شخص آخر بجروح خطيرة ليتقاطع تحقيقه مع تحقيق آخر تتولى مسؤوليته زميلة له في الصحيفة (رايشيل ماكآدامز) حول موت مساعدة لعضو الكونغرِس بحادث غريب في محطة القطار. يُصادِف أن عضو الكونغرِس (بين أفليك) هو صديق للصحفي (ماكافري)، وهذا يؤدي بالأخير للتأرجح بين واجبه المهني ووفائه لصديقه أثناء التحقيق، وتزداد الأمور حساسية كون الكونغرِسمان، الذي يحقق بقضية كبرى تخص الأمن الداخلي للدولة، له علاقة حميمة بمساعدته القتيلة. يوحّد الصحفيان جهودهما ويبدأن إقتفاء فتات الطعام بسعي نحو غنيمة الحقيقة متحملين مخاطر إحتمال الوقوع بأكثر من فخ، وبنتائج قاتلة. بينما نحاول ان نكتشف ما الذي حصل، مَن هو المسؤول، ولماذا، نتعرّف على عالم الصحافة الأميركي الذي يسعى الى السبق الصحفي محاولاً بصعوبة شديدة ان يبقي اتزاناً بين نشر الحقيقة وجني المال بعالم جيل الآيفون الذي يبتعد بشكل حثيث عن المعرفة الكاملة بشكل عام وعن الصحف بشكل خاص، ومِن ثم التبعات القانونية لهذا الإتزان. وبنفس الوقت نتعرّف على واقع السياسة الأميركية بشكل جاد خلال مرحلة الحرب على الإرهاب بتلك الفترة، وإنشغال المؤسسة العسكرية الأميركية بحربيّ العراق وافغانستان، وتزايد الإعتماد على القطّاع العسكري الخاص (بعضهم شركات المرتزقة) وكيف سيؤثر كل ذلك على مستقبل الولايات المتحدة. يقدّم كل مَن أشترك بصنع الفيلم أمام وخلف الكاميرا عطاءً إحترافياً صلباً يعطي موضوع الفيلم حقّه وأهميته، ويضع أمام المشاهد أكثر مِن نقطة للنقاش. الفيلم انتاج عام 2009.
