ومن العطر ما قتل… (Perfume: The Story of A Murderer)
احمد حميد
كثيرا ما نجد أشخاصا جذابين لمجرد عطورهم الزكية بغض النظر عن ماهية إشكالهم، حتى إن هناك أشخاص يمكن تمييزهم من خلال روائحهم، لِما للعطر من تأثير كبير على النفس البشرية، فإغماض العينين عند شم عطر معين كفيلٌ بأخذك إلى عوالم أخرى أكثر أمنا، لكن هل من الممكن إن يأخذك إلى الفردوس مثلا ؟ هذا ما سنراه في (Perfume : The Story of A Murderer).
يحكي الفيلم قصة (جون باتيست جرينوي) الطفل الذي ولدته أمه في أكثر الأماكن قذارة في باريس تحت طاولة بيع السمك، حيث الروائح الكريهة، وهو الطفل الخامس لها بعد إن ولدت إخوانه الاربعة ميتين أو شبه ميتين تحت نفس الطاولة، ومع ذلك بدت إلام غير مهتمة لمولودها الجديد، الأمر الذي جعل صرخته الأولى كفيلة بإرسال أمه إلى حبل المشنقة.
أرسل (جرينوي) إلى دار للأيتام عند السيدة (جايارد) لأنه سيكون مصدر دخل لها مثله مثل الآخرين، لكن مع وصوله شعر أطفال الميتم إن هناك شي غير اعتيادي بشأنه، بالرغم من انه وصل سن الخامسة دون القدرة على الكلام، إلا انه ولد بموهبة جعلته فريداً بين اقرأنه حتى أنهم أحسوا بخيفة منه، فقد كان يملك حاسة شم اعجازية، كان يسمع ويرى من خلالها، يشعر برائحة كل شي حتى المياه الباردة، ومع بلوغه سن 13 لم يعد لدى السيدة (جايارد) حجرة له الامر الذي دفعها لبيعه الى (جريمال) بصفقة قصيرة الاجل، وفي احد الايام اخذه (جريمال) الى المدينة حيث المكان الذي يشعر انه ينتمي اليه، لان الغاية عنده هي امتلاك كل شي يقدمه العالم عن طريق الروائح حتى اصبح انساناً مجرداً من مفهومي الخير والشر .بمجرد وصوله للمدينة وعن طريق اول ضحاياه يكتشف ان بامكانه استخلاص افضل انواع العطور من اجساد الفتيات الجميلات مما جعل وجوده البائس له نصيب وافر، لكنه يجد نفسه بحاجة الى ان يتعلم كيف يحتفظ بالرائحة لذلك طلب العمل مع السيد (جيوسيبي بالديني) احد اشهر صناع العطور في باريس، وبعدها اثبت للسيد (بالديني) انه صاحب افضل انف في باريس من خلال معرفته لتركيبة العطر والروح، مما دفع السيد (بالديني) لشراءه من (جريمال) ليصبح محله الافضل بعد ان كان لا يدخله الزبائن مطلقاً.
رغم ذلك لم يجد (جرينوي) ضالته بالعمل لدى (بالديني) فيقرر ان يترك له مئة تركيبة من العطور الجديدة مقابل إن يرسله إلى مدينة (جراس) بصفة عامل بارع، خاصة بعد أن عرف ان روح الكائنات تكمن في روائحهم، فيذهب ويصنع العطر الخرافة أو العنصر الحيوي المتكون من اثنى عشر عطراً من أجساد أجمل فتيات (جراس)، العطر الذي جعل كل من أراد موته يخضعون لامره دون ارادة وجعل الحاكم يقول انه مَلك وليس بشراً، حتى قيل لو إن (جرينوي) أرسل رسالة معطرة الى الكنيسة ليخبرهم انه المسيح الجديد المنتظر لصدق البابا، الفيلم الماني صدر عام 2006 من بطولة (بن ويشا) وإخراج (توم تايكور) مقتبس من رواية (العطر: قصة قاتل) التي صدرت عام 1985 للكاتب الألماني (باتريك زوسكيند) والتي تعتبر من أكثر الروايات مبيعاً في ألمانيا في القرن العشرين.