(مرتفعات وذرينغ)…في معركة بين الحب والانتقام
فاطمة احمد/ سوريا العدد:49
تُعد (مرتفعات وذرينغ) من اعنف قصص الحب والانتقام في الأدب الانجليزي كما انها الرواية الوحيدة لكاتبتها (إميلي برونتي). نُشرت الرواية أول مرة عام 1847. تتميز الرواية بأسلوبها السردي الفريد من نوعه حيث يعمل على شد القراء بأسلوب مليء بالغموض والتشويق.
تبدأ احداث الرواية حين يسافر السيد (إيرنشو) الى ليفربول ليجد هناك طفلا صغيرا مشردا في الطرقات فيقرر تبنيه وضمه إلى عائلته مع زوجته وابنه (هيندلي) وابنته (كاثرين). أطلق السيد (إيرنشو) على الطفل اسم (هيثكليف) ليصبح صديق (كاثرين) فيما بعد. كَرِهَ (هيندلي) (هيثكليف) كثيرا بسبب شعوره أن (هيثكليف) أخذ مكانه. بعد موت زوجة السيد (إيرنشو) تم إرسال (هيندلي) إلى الجامعة في محاولة أخيرة لجعله ابناً باراً إلا أن (هيندلي) عاد بعد موت السيد (إيرنشو) مفاجئاً الجميع بزوجته (فرانسيس). استخدم (هيندلي) سلطته في المنزل لجعل (هيثكليف) مجرد خادم هناك إلا أن هذا لم يمنع من تطور علاقة (كاثرين) و(هيثكليف) فقد اعتادوا على اللعب والركض بالحقول إلى أن تعرفا بعدها على ولدي السيد لينتون (ادغار) و(ايزابيلا) ليصبح بعدها (كاثرين) و(ادغار) اصدقاء مقربين. ماتت (فرانسيس) زوجة (هيندلي) بعد إنجابها (هاريتون) ليعيش بعدها (هيندلي) بحالة من اليأس والكآبة. بعد مرور اعوام وقع (ادغار) بحب (كاثرين) التي قررت بدورها الزواج منه منجذبة لثروته بالرغم من حبها الكبير (لهيثكليف). إلا أنه بعد أعوام يعود (هيثكليف) إلى حياة كاثرين من جديد. كان الهدف الأساسي من عودة (هيثكليف) هو الانتقام. حيث خطط للانتقام من (هيندلي) عن طريق سلبه ممتلكاته في المرتفعات لأن (هيندلي) كان مقامرا و يحتاج المال فقرر (هيثكليف) استغلال ذلك بإعطائه القليل من المال مقابل تنازله عن جميع ممتلكاته. أما بالنسبة (لادغار) فقرر الانتقام منه بجعل اخته (ايزابيلا) تقع بحبه وتتزوجه. اعتبر (ادغار) زواج (ايزابيلا) بـ(هيثكليف) بمثابة خيانة له ليذهب بعدها (هيثكليف) و(ايزابيلا) بعيدا. بعد عدة أيام أرسلت (ايزابيلا) برسالة لـ(إلين) بعد عودتهم الى المرتفعات واصفة وحشية (هيثكليف) وكم هي نادمة على هذا الزواج فذهبت (إلين) لزيارتها واخبرتها بحالة (كاثرين) الصحية. ماتت (كاثرين) بعد انجابها (كاثي) وقد احزن موتها كُلاً من (هيثكليف) و(ادغار). في تلك الاثناء قررت (ايزابيلا) الهرب من (هيثكليف) وتمكنت من تحقيق خطتها لتذهب بعدها الى لندن و تنجب (لينتون) قبل وفاتها. وبعد مرور بضعة اعوام حاول (هيثكليف) بأن يجعل (كاثي) تقع بحب (لينتون) للسيطرة على ممتلكات (ادغار) كون (كاثي) الابنة الوحيدة والوريثة الشرعية له وبالفعل تمكن (هيثكليف) من تحقيق خطته بعد موت (ادغار) واجبار (كاثي) بالزواج من ابنه (لينتون) ليسيطر بعدها على ممتلكات كُلاً من عائلتي (ايرنشو) و(لينتون). إلا أن مع انتهاء الرواية تقع (كاثي) بحب (هاريتون) ليتزوجا ويعيشا حياة سعيدة بعد تمكنهما من استعادة املاكهم من (هيثكليف) بعد موته. تعد هذه الرواية من أعمدة الأدب الانكليزي، وقد حظيت باهتمام النقاد منذ صدروها وقد تم تحويلها الى فيلم سينمائي حمل نفس العنوان عام 1992.