محطات السينما العراقية: الفيلم العراقي الثالث عشر – ( أرحموني)
مهدي عباس* العدد:51
( ارحموني) هو الفيلم الثاني والاخير للمخرج الراحل (حيدر العمر) بعد فيلم (فتنة وحسن) الذي عرض عام 1955، ومثلما كان فيلم (فتنة وحسن) ناجحاً وحقق ارباحاً كبيرة للشركة المنتجة جاء فيلم (ارحموني) ناجحاً ايضاً وحقق اقبالاً جماهيرياً كبيراً وبعد من أعوام من عرضه قام تلفزيون العراق بعرضه ليلقى ذات النجاح الجماهيري مما حدى بادارة التلفزيون الى اعادة عرضه اكثر من مرة نزولاً عند رغبات المشاهدين.
تدور احداث الفيلم في إحدى القرى الريفية حيث تعيش (سعدية) الفتاة الجميلة الفقيرة الساذجة على طبيعتها، يستغل (إبراهيم) الشاب اللعوب، ذلك ويغرر بها، ويسلبها شرفها، تهرب خوفاً من أهلها، وتنجب طفلاً غير شرعياً، وتختبأ عند ملحن موهوب، هرباً من مطاردة أهلها، ينمو بينهما الحب، فتبدأ حياة جديدة معه، يعرف الأهل بالمصادفة مكانها. فهل سيصفحون عنها؟
الفيلم ميلودراما متأثرة جداً بالافلام المصرية وأحد اسباب نجاحه هو ان ابطاله المطرب والملحن المعروف رضا علي والمطربة المعروفة هيفاء حسين حيث تضمن الفيلم مجموعة من الاغاني والالحان الجميلة.
الفيلم من بطولة: هيفاء حسين، رضا علي، بدري حسون فريد، قدري الرومي، كامل القيسي، محسن البصري، مديحة شوقي، هيفاء احمد، فوزي الجنابي، حكمت القيسي، عبد الجبار عباس، محمود شكري، جابر الربيعي، محمد حسن الخالصي، هيثم توفيق، حنان حمدي، عزيز صادق، صالح عبد، الراقصات عتاب وياسمين وامال، فرقة الباليه الالماني. سيناريو ومونتاج واخراج : حيدر العمر عن مسرحية (المساكين) لـ(سليم بطي)، تصوير : وليم سايمون، موسيقى : رضا علي، مكياج: فوزي الجنابي، ديكور: يونس شاكر البغدادي، مهندس الصوت: داود السامرائي، مدير الانتاج : كاظم الحداد، الطبع والتحميض: ستديوهات بغداد للافلام السينمائية باشراف هاماز خوجيان، انتاج : عبد الهادي الحداد وانور الشيخلي، التوزيع للعراق وكافة انحاء العالم : حبيب الملاك، مدة الفيلم : 92 دقيقة.
عرض الفيلم لاول مرة في العراق في اذار عام 1958. الفيلم كان ثاني افلام المطربة ذات الصوت الجميل الدافىء (هيفاء حسين) بعد فيلم (وردة) الذي اخرجه (يحيى فائق) عام 1957 بينما كان التجربة الاولى للمطرب والملحن (رضا علي) بل هي التجربة الوحيدة له في السينما العراقية وظهر بعد ذلك في فيلمين لبنانيين هما ( لبنان في الليل عام 1963) للمخرج محمد سلمان وفيلم ( يا ليل عام 1964) للمخرج كاري كربيتيان، وعرض فيلم (يا ليل) ايضاً بعنوان آخر هو (غريبة على الشاطىء) كما كان الفيلم التجربة الاولى للفنان الكبير الراحل (بدري حسون فريد) والذي اجاد بشكل كبير دور الشرير وقد ظهر (بدري حسون فريد) بعد ذلك بادوار مميزة في عدة افلام منها (نبوخذ نصر عام 1962) للمخرج كامل العزاوي و(القادسية عام 1981 ) لـ(صلاح ابو سيف) بدور (المثنى بن حارثة الشيباني) وفيلم (العاشق عام 1985) لـ(محمد منير فنري) وفيلم (عرس عراقي – 1988) للمخرج محمد شكري جميل وفيلم ( بابل حبيبتي – 1988 ) لـ(فيصل الياسري) وغيرها.
*ناقد وباحث سينمائي