اضاءات روائية

(ليو تولستوي) عملاق الرواية الروسية واهم اعمدتها

نرمين فرحان               العدد:52

دائماً ما تكون العقول النيرة الواعية محاربة من قبل الجهل واتباعه وغالباً ما يشكل الانسان المصلح المتنور بعقائد سليمة وافكار بناءه تدعو الى محاربة الجهل والاستعباد خطراً على من يريد السيطرة على العقول بتعاليم مغلوطة.
(ليو تولستوي) من عمالقة الروائيين الروس ومن أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر والبعض يعده من أعظم الروائيين على الإطلاق.
ولد (تولستوي) في عام 1828، في مقاطعة تولا والتي تقع على بعد 130 ميلا جنوب مدينة موسكو. وكان نبيلا ووالده هو الكونت (نيكولاس تولستوي)، وأمه الأميرة (ماريا فولكونسكي)، توفيت والدته عندما كان عمره عامين، وقامت إحدى قريباته (تاتيانا) بمساعدة والده في تربيته واخوانه، وقضيا معا حياة سعيدة، ولكن توفي والد (تولستوي) في صيف سنة 1837، فتم وضع أطفاله تحت رعاية حاضن شرعي، وهي الكونتيسة (الكسندرا أوستن.(
يعد (تولستوي) مصلح اجتماعي وداعية سلام ومفكر أخلاقي وعضو مؤثر في أسرة (تولستوي)، وتعد روايتي (الحرب والسلام) و(أنا كارنينا) من اشهر رواياته وهما يتربعان على قمة الأدب الواقعي، فهما يعطيان صورة واقعية للحياة الروسية في تلك الحقبة ومن كتبه ايضاً كتاب (ما الفن؟). وأوضح فيه أن الفن ينبغي أن يوجه الناس أخلاقياً، وأن يعمل على تحسين أوضاعهم، وفي أواخر حياته عاد لكتابة القصص الخيالية فكتب (موت إيفان إيلييتش) وكتب بعض الأعمال المسرحية مثل (قوة الظلام) وأشهر أعماله التي كتبها في أواخر حياته كانت (البعث) وتليها في الشهرة قصة (الشيطان) و(الحاج مراد) وقصة (الاب سيرغي) التي نشرت بعد وفاته والتي توضح عمق معرفته بعلم النفس، ومهارته في الكتابة، في 20 تشرين الثاني سنة1910م، توفي في قرية استابو (في محطة القطار) حين هرب من بيته وحياة الترف، واصيب بالالتهاب الرئوي في الطريق، وكان قد بلغ من العمر 82 عاما. ودفن في حديقة ضيعة (ياسنايا بوليانا). ولم يتم دفنه وفق الطقوس الدينية الأرثوذكسية، لأنه رفض أن يدفن حسب تعاليم الكنيسة أو أن يوضع صليب على قبره لأنه كان كاشفا لزيف رجال الدين والكنيسة وقتها لعدم مناصرتهم للفقراء والوقوف مع الظلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى