اضاءات روائية

(العطر)…العبقرية تشاهد بفلسفة العطر

عدسة الفن – ياسمين عبد                     العدد:52

رواية مميزة في كل المقاييس متفردة الأنماط تطرح جوانب مدهشة بأسلوب مبهر يوضح الكاتب بتحليله للمشاهد رواية بوليسية شيقة وملحمة عريقة من ملاحم الادب الحديث تحدث فيها عن الروائح التي يكون اثرها اكثر مما يلمس او يرى.

 

رواية (العطر) للكاتب الألماني (باتريك زوسكيند) صدرت عام 1985 تعتبر هذه الرواية من أكثر الروايات مبيعاً في ألمانيا في القرن العشرين، تروي هذه الرواية في مختلف انحاء العالم كإشارة إلى (هتلر) ووصوله الدراماتيكي للقوة، تدور أحداث الرواية في القرن 18 عن سيرة حياة (جان باتيست غرونوي)، الشخصية الغرائبية المنبثقة من عوالم باريس السفلية والمتملكة لحاسة شم إعجازية. تسرد الرواية تطور حياة العطار (غرونوي) وكيف غدا إنساناً مجردا من مفهومي الخير والشر، لا يحركه إلا شغف لامتناه بشحذ مواهبه في سبر أغوار العطور والروائح، ولا يحده أي وازع أخلاقي.
روي الكاتب قصة رجل غريب الأطوار ينتمي إلى أكثر كائنات تلك الحقبة نبوغاً وشناعة وعبقرية، تجلت في عالم الروائح الزائل. ومكان الرواية (غرنوبل) تلك المدينة التي سكنها الوحش قاتل الفتيات، والتي أدت بحياة خمس وعشرين فتاة كان هو ذاك الرجل بطل الرواية. يروي الروائي تلك الحكاية بجد من الحذر والترقب في انتظار القبض على هذا المجرم وإعدامه
ومن اقتباساتها:
“إن بوسع البشر أن يغمضوا عيونهم أمام ما هو عظيم، أو مروع أو جميل، وأن يغلقوا آذانهم أمام الألحان والكلام المعسول، ولكن ليس بوسعهم الهروب من العبق، لأنه شقيق الشهيق. معه يدخل إلى ذواتهم.”
“ولعبق الرائحة الطيبة قدرة على الإقناع أقوى من الكلمات ونور العين والشعور والإرادة. إنها قدرة على الإقناع لا تقاوم، إنها تتغلغل فينا، كما الهواء في رئتينا، إنها تملؤها، تتعشق فينا، وليس من وسيلة لدرئها.”
“سبب تعاسة الإنسان يكمن في أنه لا يريد الركون إلى حجرته حيث يجب أن يعيش العطر مع الزمن، فله مراحل شبابه ونضجه وشيخوخته. وفقط عندما يتخطى مراحل العمر المختلفة محافظا على أريجه بالوتيرة نفسها، يعتبر عطرا ناجحا”.
“أولئك القلة النادرين الذين يلهمون الحب. هؤلاء كانوا ضحاياه.”
ترجمت الرواية إلى 48 لغة وبيعت أكثر من 20 مليون نسخة عبر العالم، وبقي اسم هذه الرواية في لائحة الأفضل مبيعاً لمدة تقارب الـ9 اعوام، عبر فيلم يجسد أحداث الرواية من إخراج الألماني (طوم تيكوير)، وبطولة (بن يوشا، ألان ريكمان، راشيل هيرد، داستين هوفمان) الفيلم انتج عام 2006 وبتقييم (7.5/ 10) في موقع .IMDb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى