غسان كنفاني أديب الثورة والقضية
نرمين فرحان
الأدب واجهة الشعوب، وصورة تعكس التاريخ والحضارة، لذا يمثل الأديب أو الكاتب مرآة الشعب والصورة الحية والتجربة الإنسانية لبلده، ويعبر عن تاريخ أمته ويعكسها من خلال أعماله الأدبية، ونرى ذلك جلياً في صورة الأديب (غسان كنفاني)، هو روائي وقاص وصحفي فلسطيني، يعتبر أحد أشهر الكتاب والصحفيين العرب في القرن العشرين.
ولد في عكا شمال فلسطين، في التاسع من نيسان عام 1936، وعاش في يافا ثم أجبر على اللجوء مع عائلته في بادئ الأمر إلى لبنان ثم إلى سوريا. عاش وعمل في دمشق ثم في الكويت وبعد ذلك في بيروت، أكمل دراسته الثانوية في دمشق، وحصل على شهادة البكالوريا السورية عام 1952، وفي ذات العام سجّل في كلية الأدب العربي في جامعة دمشق، ثم ذهب إلى الكويت حيث عمل في التدريس الابتدائي، ثم انتقل إلى بيروت مسؤولا (1961) للعمل في مجلة (الحرية) عن القسم الثقافي فيها، ثم أصبح رئيس تحرير جريدة (المحرر) اللبنانية، وأصدر فيها (ملحق فلسطين).
أصدر (غسان كنفاني) حتى تاريخ وفاته المبكّر ثمانية عشر كتاباً، وفي أعقاب اغتياله تمّت إعادة نشر جميع مؤلفاته بالعربية، وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت في أربعة مجلدات، وقد تُرجمت معظم أعمال غسان الأدبية إلى سبع عشرة لغة، ونُشرت في أكثر من 20 بلداً، وتمّ إخراج بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة، اثنتان من رواياته تحولتا إلى فيلمين سينمائيين. إن مواهبه الأدبية الفريدة أعطته جاذبية عالمية شاملة. استشهد في يوم السبت صباحاً بتاريخ 1972/7/8.