عودة المشاكس الى مهرجان كان
خلدون لطيف ناصر
قبل سبعة اعوام من الآن تم إقصاء (لارس فون ترير) المخرج الدنماركي من مهرجان كان السينمائي بعد إثارته الجدل نتيجة تعليق له في مؤتمر صحفي ابدى فيه نوعاً من التعاطف مع (هتلر)، وكانت عودته للمهرجــــــــان هذا العــــــــام من خــــــــــــــلال مشاركته بفيلم (House that Jack built) في المسابقة الغير الرسمية، يحاول (ترير) من خلال فيلم السيرة الذاتية النفسية هذا مناقشة الأفكار الإبداعية التي يستطيع الفن السابع تقديمها، من خلال اقتباس قصة قاتل متسلسل وتتبع جرائم قام بارتكابها على مدار 12 عاماً في مدينة واشنطن منتصف السبعينيات إلى الثمانينيات من القرن الماضي، يلعب دور (جاك) الممثل (مات ديلون) وخلال ساعتين ونصف يقدم لنا التعذيب التعسفي مع حفنة من الأفكار المستفزة للواقع التي تدعك تتابع ما يجري مع (اوما ثورمان)، (سيوبان فالون هوغان)، (صوفي غروبول) و(رايلي كيو) ضحايا جاك، الذي يبدأ بالتطور في جرائمه من مجرد نزوة بقتل (اوما ثورمان) ذات الشخصية المزعجة إلى أن يصوغها ليقدمها كأفعال إبداعية في جرائمه المتتالية بعدها، مروراً بالضحية الثانية (سيوبان فالون هوغان) الأرملة الساذجة ومن بعدها إلى جريمته الثالثة، وبينما يستمع (فيرغ) إلى (جاك) يروي قصة حياته، يدخل الرجلان في مناقشة مواضيع الهندسة المعمارية والشؤون الهندسية، والشاعر (ويليام بليك)، وعازف البيانو (جلين غولد)، ومسرح التصوير الفوتوغرافي السلبي في تفاصيل صغيرة تخدم عناصر السيرة الذاتية في ما يبدو انه احتفال يقدمه المخرج بالحياة الشريرة والخالية من الروح.