(شيفرة دافنشي)…أسرار تهدد الكنيسة
عدسة الفن – حنان حسن الفريجي
تعد رواية (شيفرة دافنشي) من أشهر روايات الكاتب الأمريكي (دان براون)، رواية دينية بوليسية، وقد حققت نسبة مبيعات كبيرة تصل إلى 5,60 مليون نسخة حتى آذار عام 2006، وصنفت على رأس قائمة الروايات الأكثر مبيعاً في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تم ترجمتها إلى 50 لغة حتى الآن، وقد وعد الكاتب بكتابة نص معدل للرواية لتناسب القراء المراهقين.
تدور أحداثها في فرنسا وبريطانيا، والبداية تكون من متحف اللوفر، حين تحصل جريمة قتل في وقت متأخر من الليل وعلى أثرها يستدعي البروفيسور (روبرت لانغدون) المتخصص في علم الرموز الذي كان متواجداً في فرنسا لتوقيع كتابه وإلقاء محاضرة، وهذه الشخصية هي بطلة أربع روايات لـ(دان براون) كما أسلفت في المقالات السابقة منها (الرمز المفقود)، (شيفرة دافنشي)، (ملائكة وشياطين) و(الجحيم)، وقد بدأت للانغدون مغامرة جديدة في رواية (دان براون) الجديدة (الأصل) و جسد هذه الشخصية في عالم السينما النجم (توم هانكس)، وقد أثارت رواية (شيفرة دافنشي) الجدل في الأوساط الدينية المسيحية لما تحتويه من توجهات ضد الكنيسة والدين المسيحي، وحول إمكانية وجود وريثة السيد المسيح من خلال سر الكأس المقدسة وبما يعرف عنها وعن فرسان الهيكل.
لا يمكنني القول إن الفيلم الذي تم إنتاجه للرواية عام 2006 قد احتوى الرواية بكاملها، فالرواية طويلة جداً، لم يستطع الفيلم أن يظهر كل شيء، لهذا دائماً أفضل أن اقرأ الرواية ثم أشاهد الفيلم، وأضيف أن رغم توجهات الكاتب وأهدافه في الروايات إلا أنك تشعر أنه يزودك ببعض المعرفة، خصوصاً بما موجود في رموز الديانات والأساطير والتاريخ القديم، ولا ننسى نظرية المؤامرة، فمع كل كتاب تقرأ سيجعلك تشك وتبحث وهذا ليس سيء في الحقيقة بل جيد، فعندما تقرأ كتاباً لـ(براون) ستذهب للبحث عن ما يصفه كاتبنا من لوحات مثل لوحة (العشاء الأخير) و(الموناليزا) التي كانت إحدى أسرار الرواية. الروايات من هذا النوع مع توسع معرفتها واكتشاف خفاياها ممتعة، لكن عليك أن تحذر منها وتقرأ وتشاهد بعقل مستيقظ لما يوجد فيها من رسائل خطيرة تصطدم مع عقائدنا، وأضيف إن فيها من التشويق والمطاردات ما يرضي ذوق الأغلبية المحبين للرتم السريع، حتى لو لم تقرأ الرواية وتكتفي بالفيلم فسوف تستمتع.