سينما ضد العنف…(Gran Torino)
خلدون لطيف ناصر
كثيرة مشاهد العنف الصاخبة التي يراها مشاهد الأفلام المنتجة في هوليوود بالجملة من خلال شخصيات في أمكنة لا قانون يحكمها، وتستطيع النفاذ بافعالها الاجرامية من غير حسيب ولا رقيب، لكن فيلم (غران تورينو) المنتج عام 2008 يقدم لنا حلولاً للقضاء على العنف، فقد نجح (كلينت إيستوود) في تقديم نموذجه اللاعنفي في تمثيله وإخراجه للفيلم الذي عده (المعهد الأميركي للأفلام) من اهم عشرة افلام في عام 2008، اذ يلعب دور (والت كوالسكي) المقاتل الذي عاد من الحرب الكورية، ومصلح النوافذ الأرمل الكثير الملل، والذي يعيش في ولاية (ميتشيغن) باحثاً عن السلام في مسكنه مع كلبه وسيارته التي يعتز بها الـ(فورد) موديل (غران تورينو.(
يقدم (كوالسكي) شخصيته الكارهة لكل شيء بدءاً من أبناءه الذين يريدون حمله على التوجه للسكن في دار العجزة، وأحفاده المهتمين بالأجهزة الحديثة أكثر من الحداد على زوجته، والأهم انه يكره جيرانه الشرق آسيويين.
ينشغل (كوالسكي) عندما ينقذ أبن جيرانه الآسيويين (ثاو) من براثن عصابة تحاول من خلال (ثاو) سرقة سيارته الأثيرة لديه.
و مرة أخرى يجد (كوالسكي) نفسه مهتماً بجيرانه عندما يدافع عن (سو) أخت (ثاو) عندما يلاحقها أفرادعصابة من الاميركيين السود، وشيئاً فشيئاً يندمج كوالسكي مع الغرباء في إشارة الى خصوصية المجتمع الاميركي و كيف ان الناس هناك يمكن أن يكونوا غرباء مع بعضهم البعض لكل منهم لهجته وتصرفاته .
ومع تردي الوضع الصحي لـ(كوالسكي) واهماله للعلاج يقرر التصدي للعصابة حين يذهب الى مقرهم لا ليطلق الرصاص بل للتضحية بنفسه من اجل القضاء عليهم من خلال إثبات تهمة ارتكاب جريمة قتل رجل اعزل من قبلهم.
)كوالسكي) يضحي بروحه من اجل جيرانه الغرباء، ليس هذا فقط بل انه سجل في وصيته لأفراد أسرته أن تذهب سيارته (غران تورينو) الى الشاب الصغير (ثاو).