رجل المطر …شقيقان غريبان يجمعهما القدر!
محمد سمير العدد:47
يلتقي شقيقان غريبان بعد وفاة والدهما، احدهما (شارلي) يقوم بدوره (توم كروز) الذي يعمل في تجارة السيارات ويعاني من ازمة مالية، والاخر (ريموند) مقيم في مصح نفسي منذ أكثر من 25 عاماً، حيث يعاني من خلل جعله متوحداً مع ذاته وعاجزاً عن فهم الواقع والتعامل معه ومع الآخرين. لم يلتق الاخوين بسبب خلافات عائلية، وبوفاة الوالد ينتعش الأمل لدى (شارلي) لحل أزمته المالية، معتقداً بأنه سيرث تركة والده، إلا أنه يصدم عندما يعرف بوصية والده، والتي تقضي بملكيته للسيارة القديمة فقط وفوجئ بأن ملايين والده ورثها شخص يدعى (ريموند)، فيتذكر بأن (ريموند) هو نفسه (رينمان) الذي كان يشعر بالراحة والطمأنينة في حضوره عندما كان صغيراً. يقرر (شارلي) أن ينتزع شقيقه من المصح من دون علم المشرفين هناك لإيجاد طريقة للحصول على المال من شقيقه الذي لا يدرك قيمته او يعرف كيفية التصرف به، وفي سبيل ذلك يتحمل سلوك (ريموند) الطفولي، ويتحمل المشكلات جراء تصرفاته، ليكتشف (شارلي) ان (ريموند) يملك قدرة مذهلة في التعامل مع الأرقام وحل المسائل الحسابية، هذا إضافة إلى امتلاكه لذاكرة قوية تختزن معلومات وإحصائيات تثير الدهشة، وهنا لا يتردد في استغلال مهارات (ريموند) وقدراته على التعامل مع الأرقام في الكسب من صالات القمار. تتوالى الاحداث حتى نلاحظ تغير موقف (شارلي) وشعوره بالحب تجاه ريموند ويقرر الاعتناء به ورعايته، غير ان هذا الأمر لا يمكن تحقيقه، اذ ان (ريموند) ليس مؤهلاً لفهم الحياة والتكيف مع العالم الخارجي.
يتناول الفيلم موضوع عزلة الفرد واغترابه، كما يؤكد ضرورة الاتصال بالآخر وفهمه وقبوله كما هو. تكمن قوة الفيلم الفنية في أداء (داستن هوفمان) لشخصية (ريموند)، اذ حرص على دراسة شاملة للشخصية، واهتم بأدق التفاصيل المتعلقة بالحركة والإلقاء، فقدم دوراً صعباً لا يتكرر. أما السيناريو، فشاهدنا من خلاله رحلة يقوم بها شخصان يختلفان في كل شيء، في سلوكهما وفهمهما ورؤيتهما إلى العالم، ولا يربطهما سوى المال والعجز عن الاتصال والتفاهم حتى تجمعهما اواصر الحب، الفيلم نفذ بشكل جيد وهو متكامل إخراجاً وتصويراً وأداءاً، وسيبقى علامة مهمة لا تنسى في تاريخ السينما العالمية اذ جاء تقييم الفيلم (8/ 10) في موقع (IMDb).
الفيلم انتاج 1988، واستحق لقب فيلم الجوائز، حيث حصل على ثمان جوائز أوسكار كما حصل على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين الدولي.يواجه صعوبات ومعوقات، مصدر أقساها من كبار ملّاكي الأرض في القرية الذي يود طرد ذا الحدبة من الأرض ويشتريها لوريثه الوحيد. يتعاون الغني الطمّاع مع الطبيعة ليحوّلا حياة ذي الحدبة الحالم الى جحيم. تبدأ أحداث الجزء الثاني بعد عشرة أعوام من أحداث الأول، الصراع لا يزال مستمراً لكن بصيغة أخرى، بأشخاص آخرين، و بأسلحة أخرى. قصة بالرغم من بساطتها ومحدودية شخصياتها تنبض ذكاءً وتجعل المشاهد كأنه يشاهد أحداثها وهو جالس على أحد كراسي القرية، تجلب بأحداثها المقارنة الأبدية بين قيمة حياة إنسان وقيمة الأرض على طاولة النقاش، تعتمد على عناصر غير خفية في الطبيعة البشرية كالحب، الحقد، والطمع كركائز لتقديم الإستثناء الفني المُبدِع. الفيلم بإخراج قدير، واثق، وهادئ، يعصر طاقة فنية هائلة من كل كادره الفني الذي تم إختياره بدقة ليعطي مجالاً للأحداث أن تتبين براحة ولشخصياته أن تأخذ موقعها الحقيقي الفعّال، فنشهد وننسجم ونندهش بلقطات ومشاهد لها وقع البرق بظلمة الليل. مَن كان يتصور أن مشهداً يشمل حواراً بين إمرأة عجوز ورجل كبير السن جالسين على مقعد قرب المقبرة سيقدّم لنا نهاية أعتبرها بلا تواضع إحدى أجمل خمس نهايات بتاريخ السينما؟ وأود أن أضيف أن الموسيقى التصويرية للفيلم بدرجة من الروعة تجعلك تقارنها بالمعزوفات الخالدة كتلك لفيلم العرّاب، ككل شئ آخر بالفيلم، فرنسية جداً، ساحرة جداً، وجميلة جداً جداً. فُتِن النقّاد بالفيلم ونجح نجاحاً كبيراً على شبّاك التذاكر الأوروبي والأميركي، وترشح لثمانية جوائز(César) ، وترشح لعشرة جوائز (BAFTA) فاز بأربعة منها، وتنافس على الجائزة الذهبية بالمهرجان الخامس عشر للفيلم العالمي في موسكو. من إنتاج عام 1986، إخراج (كلود بيغي)، عن قصة شهيرة للكاتب (مارسيل باكنول)، موسيقى (جان كلود بيتيت) و(كويسبي فيردي)، تمثيل (إيف مونتان)، (دانييل أوتيل)، (جيرار ديپارديو)، (إيمانويل بيار.(