نوافذ سينمائية

(Jean de Florette) و(Manon des Sources) …حيثما البشر، توجد الآلام

اسل الصفار/ امريكا                         العدد:47

الفيلمان هما جزءان لقصة واحدة، تدور أحداثها عن أحدب يقدُم هو و زوجته وأبنته الى إحدى القرى الفرنسية وارثاً أرضاً من أمه، يأتي محملاً بالكتب والنظريات العلمية بنية تحويل أرضه لمزرعة متطورة، جنة يعيش بها مع عائلته وكنوع من التعويض المعنوي للحدبة التي على ظهره. يواجه صعوبات ومعوقات، مصدر أقساها من كبار ملّاكي الأرض في القرية الذي يود طرد ذا الحدبة من الأرض ويشتريها لوريثه الوحيد. يتعاون الغني الطمّاع مع الطبيعة ليحوّلا حياة ذي الحدبة الحالم الى جحيم. تبدأ أحداث الجزء الثاني بعد عشرة أعوام من أحداث الأول، الصراع لا يزال مستمراً لكن بصيغة أخرى، بأشخاص آخرين، و بأسلحة أخرى. قصة بالرغم من بساطتها ومحدودية شخصياتها تنبض ذكاءً وتجعل المشاهد كأنه يشاهد أحداثها وهو جالس على أحد كراسي القرية، تجلب بأحداثها المقارنة الأبدية بين قيمة حياة إنسان وقيمة الأرض على طاولة النقاش، تعتمد على عناصر غير خفية في الطبيعة البشرية كالحب، الحقد، والطمع كركائز لتقديم الإستثناء الفني المُبدِع. الفيلم بإخراج قدير، واثق، وهادئ، يعصر طاقة فنية هائلة من كل كادره الفني الذي تم إختياره بدقة ليعطي مجالاً للأحداث أن تتبين براحة ولشخصياته أن تأخذ موقعها الحقيقي الفعّال، فنشهد وننسجم ونندهش بلقطات ومشاهد لها وقع البرق بظلمة الليل. مَن كان يتصور أن مشهداً يشمل حواراً بين إمرأة عجوز ورجل كبير السن جالسين على مقعد قرب المقبرة سيقدّم لنا نهاية أعتبرها بلا تواضع إحدى أجمل خمس نهايات بتاريخ السينما؟ وأود أن أضيف أن الموسيقى التصويرية للفيلم بدرجة من الروعة تجعلك تقارنها بالمعزوفات الخالدة كتلك لفيلم العرّاب، ككل شئ آخر بالفيلم، فرنسية جداً، ساحرة جداً، وجميلة جداً جداً. فُتِن النقّاد بالفيلم ونجح نجاحاً كبيراً على شبّاك التذاكر الأوروبي والأميركي، وترشح لثمانية جوائز(César) ، وترشح لعشرة جوائز (BAFTA) فاز بأربعة منها، وتنافس على الجائزة الذهبية بالمهرجان الخامس عشر للفيلم العالمي في موسكو. من إنتاج عام 1986، إخراج (كلود بيغي)، عن قصة شهيرة للكاتب (مارسيل باكنول)، موسيقى (جان كلود بيتيت) و(كويسبي فيردي)، تمثيل (إيف مونتان)، (دانييل أوتيل)، (جيرار ديپارديو)، (إيمانويل بيار.(

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى