نوافذ سينمائية

حرب العدالة والتضحية…(Hart’s War)

ايمن محمود

(حرب هارت) فيلم حربي درامي ذو لمسة غير معتادة، حيث بشكل عام نرى الافلام المقتبسة عن الحروب العالمية تكون ذات طابع اكشن بنسبة كبيرة، لكن هنا في هذا الفيلم سوف نعيش عدة مشاعر بعيدا عن الحرب الدائرة، مشاعر الحزن والخيانة والتهم الزائفة والمصير المجهول، حيث يصوّر الفيلم حياة الجنود الامريكان الاسرى في معسكرات الجيش الالماني قبل نهاية الحرب العالمية الثانية باشهر قليلة، وكيف يعيشون ايامهم العصيبة تحت قبضة الجيش النازي.
يبدأ الفيلم بمشهد القاء القبض على الملازم الامريكي (تومي هارت) من قبل الجيش النازي في معركة (آردن)، ثم يتم التحقيق معه لمحاولة استحصال معلومات مهمة منه وتحت التعذيب، لينتهي المشهد بالشك الذي سيراودك: هل افصح عن الاسرار للعدو ام لا؟ هذا الشك الذي سيلاحقه عند نقله لمعسكر الاسرى حيث يتم نقله بقطار هو ومن معه من الاسرى الى معسكر اسرى الحرب (ستالاج) الالماني، وهناك يلتقي بالعقيد الامريكي الاسير ايضا (ماكنمارا) الذي يتهمه بانه افشى الخطط للعدو، ليمنع مكوثه بعنبر الضباط ويقوم بتحويله لعنبر الجنود لتثار حفيظة (هارت) تجاه هذا القرار، حيث يبدأ الجنود بتقليل احترامه مما جعله يحاول كسب احترامهم حتى لو كان بشئ مادي، فاذا به واثناء الليل يشاهد خروج الجندي (بيدفورد) متسللا من عنبر الاسرى وعودته قبل الصباح لاكثر من مرة، ليدب الشك بداخل (هارت) حول خيانته وجاسوسيته لصالح الالمان، بعدها ينضم لاسرى اثنين برتبة ملازم اسرا حديثا هما (سكوت) و(ارشر) وهما اول طيارين امريكيين من اصل افريقي، وهنا تبرز العنصرية المقيتة، حيث يبدأ الرقيب العنصري (بيدفورد) بتدبير المكائد للملازم (ارشر) ويتهمه بتهم كاذبة تؤدي لمقتله، مما يثير غضب زميله (سكوت) ورغبته بالانتقام ولكن وبظروف غريبة يتم مقتل (بيدفورد) من قبل مجهول لتتوجه اصابع الاتهام نحو (سكوت)، وهنا تبدأ حرب هارت.
يقنع (هارت) العقيد (ماكنمارا) باجراء محاكمة عادلة لـ(سكوت) ويتولى (هارت) بنفسه مهمة الدفاع عنه، وتحت انظار الكولونيل الالماني (ويليام) واشرافه ومحاولته الدائمة للتأثير على المحاكمة ومحاولته الدائمة لوضع (هارت) تحت جناحيه، ولكن نرى ان المحاكمة تصبح غير عادلة وعنصرية جدا والتي يترأسها (ماكنمارا) ويقوم محامي الادعاء بالصاق تهمة القتل بـ(سكوت) وبمساعدة الشهود زورا، مما يجعل (هارت) يتفاجأ بمواقف زملائه الغريبة، ليتبين في النهاية ان المحاكمة مجرد غطاء لشيء اعظم يجعل (هارت) نفسه مشتركا في غرابة المحاكمة، لينتهي الفيلم بنهاية تجسد اعظم مشاهد التضحية التي تمثل العدالة ولو بشكل غير مألوف.
الفيلم للاسف لم ينجح عند عرضه بصالات السينما بسبب الدعاية الخاطئة التي قامت بها شركة(MGM) بوصفه فيلم اكشن خالص ليبتعد المشاهدين من حضوره ولكن بعد نزوله رقميا اثبت الفيلم جودته بعد مشاهدته بشكل افضل. طاقم الفيلم مليء بالنجوم، ابطاله هم (بروس ويليس)، (كولن فيرل)، (تيرينس هاوارد)، (كول هاوسر)، (فيسيلوس شانون)، (لينوس روتشي) ومن اخراج (غريغوري حوبلات.(
تم تصوير الفيلم في جمهورية التشيك وعرض في عام 2002 بميزانية تقدر بـ(90) مليون دولار. تم تقييم الفيلم على موقع الطماطم الفاسدة (60%)، اما تقييمه في موقع (IMDb) فهو (6.3/ 10).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى