تجربة جريئة بين الحب والحزن والجريمة في (Chungking Express)
احمد محمد / الاردن
يتناول الفيلم قصتين منفصلتين، العامل المشترك بينهما هو مطعم يرتاده ابطال الفيلم. القصة الاولى عن الشرطي (223) الذي يحاول تقبل فكرة انفصاله عن حبيبته ويكافح بشدة لينساها ويساعده صاحب المطعم على ذلك قبل ان يجد الفتاة ذات الشعر الاشقر التي تنخرط بعمليات اجرامية لكنها ايضاً تعاني من زعيمها، الجميل بالقصة الاولى بالرغم من معاناة الاثنين الى ان لقائهما واجتماعهما معا كان في غاية الشاعرية والجمال، ليتضح ان مكنونات النفس البشرية تحتوي دائما على صورة جمالية تظهر وقتما اردت ظهورها بتلك الصورة.
القصه الثانية وهي عن الشرطي (633) الذي يعيش الايام الاخيرة في علاقته مع مضيفة الطيران، نلاحظ ان الشرطي شبه مضطرب نفسياً وعاطفياً، فهو يكلم الصابونة والمنشفة والدمى سعياً منه لبقاء العلاقة في ذهنه على الاقل، وهنا نرى ان الحب الذي عاشه قد تغلغل الى اعماق نفسه، وتصرفاته ليست بصورة تفسر حجم المعاناة التي يعيشها لمجرد انه قد يترك حبيبته، يأتي هنا دور (فاي) العاملة التي تعمل بالمطعم حين تصل رسالة للشرطي، تجد مفتاح لشقته وتنطلق رحلتها في زيارات لمنزله بدون علمه، (فاي) تتبع عواطفها وتشفق عليه وعلى احزانه، تنتقل الى دولة وعمل اخر وتغيب لمدة عام وبعد ذلك تعود الى المطعم بزي مضيفة طيران لتجده جالساً يستمع الى نفس الأغنية التي يحبها.
الفيلم احتوى على موسيقى تصويرية عذبة جدا وبالتأكيد لن تنسى الالوان والتصوير الذي بلغ ذروته في احد المشاهد المتعاكسة في الحركة، هذا الفيلم كيفما كانت مشاعرك فانك ستتناوله بصورة مختلفة عن غيرك، الدراما والرومانسية وبعض من الكوميديا هي صبغة الفيلم الاساسية، ودون ادنى شك الفيلم تجربة رائعة جدا بالنسبة لي بداية من السيناريو الى جميع عناصر الفيلم وهذا عملي المفضل من اعمال (وونغ كارواي) الذي كتب واخرج الفيلم عام 1994.