مسرح

المسرح الوطني التركي…عبق ايام السلاطين ممزوجا بالحداثة

عدسة الفن – هاجر زينل

عراقـة التاريخ التركي ومحطاته لانستطيع إنكارها وعدم الإضاءة عليها ومن أهمها المسرح، لم يسجل التاريخ بداية المسرح التركي إلى أن جاء القرن الثامن عشر للميلاد مغيراً حينما قام السلطان (سليم الثالث) بأصلاحات كبيرة كان من ضمنها المسرح العثماني، بعدها جاء مكملاً السلطان (محمود الثاني) بإصلاحات واسعة للمسرح والفن والأدب.

كان لهذين السلطانين دورا كبيرا بنقل صورة العاصمة التركية إسطنبول كعاصمة ثقافية فنية أستقطبت العديد من الفنانين والأدباء والشعراء الغربيين ناقلين نصوصهم وأعمالهم عن طريق المسرح التركي إلى أن بدأت الفنون المسرحية التركية تتشكل وتتبلور بشكلٍ سريع في ميدان (بيك أوغلو) الذي يعرف بميدان (تقسيم) حالياً والذي أصبح حينها مكاناً لإستقطاب الجمهور وأضواء المسرح وأعجاب الجمهور. في الفترة (1826_1839) بدأت ترجمة المسرحيات الغربية وخصوصاً الفرنسية وعرضها باللغة التركية مما جعل الفنان الإيطالي (غريستينيان) يقوم بإنشاء مسرح مستقل مجهز بشكلٍ كامل بعد حصوله على الإذن من السلطان (محمود الثاني) حيث لاقى إقبالاً واسعاً بحسب الوثائق التاريخية العثمانية.
هذا وقد ذكرت الوثائق بإن الفنان التركي العثماني (أحمد توفيق باشا) قام بتحويل أكثر من ستة مسرحيات فرنسية إلى صيغة عثمانية تركية وأنشأ أول مسرح تركي في مدينة بورصة 1879 مما يجعله أول كاتب مسرحي تركي.
نجاح فكرة مسرح (غريستيان المستقل كان له دور بإنشاء ثلاثة مسارح ضخمة بين العام 1840 والعام 1877 منها مسرح بوسكو 1840 ومسرح ناوم الذي تم إنشاؤه من قبل مواطن تركي يدعى (ميكائيل ناوم) عام 1844 لكن تم إغلاقه بعد ذلك حينما اشترى (ناوم) مسرح (بوسكو) وفتحه أمام الجمهور التركي ليمتعهم بمسرحيات تركية قلباً وقالباً، ومسرح (غيديك باشا) أيضاً تم إنشاؤه على يد مواطن تركي عام 1860، إضافة إلى مسرح قصر (دولما باهتشه) الذي تم إنشاؤه داخل حديقة القصر عام 1851 وتحول بعدها إلى سكن بعد حريق القصر عام 1864.
تاريخ المسرح التركي يشير الى أن كيفية صنع شعبٌ محب ٌ للثقافة مسرحاً وتاريخاً عريقاً لايستهان به من أفكارٍ بسيطة كانت وليدة اللحظة، اليوم يسجل المسرح الوطني التركي نجاحاتٍ متواصلة لا نظيرَ لها وعدداً من السياح والزوار الذين يسجلون أجمل لحظاتهم برفقة مسرح السلاطين المتجدد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى