الــبــــؤســـاء بين الانسانية وعدالة القانون
مؤمل المحمداوي
رواية (البؤساء) للكاتب الفرنسي (فيكتور هيجو) الذي يصف وينتقد في هذا الكتاب الظلم الاجتماعي في فرنسا بين سقوط (نابليون) والثورة الفاشلة ضد الملك (لويس فيليب) في 1832 حيث يصور الكاتب المعاناة التي عاشها الفرنسيون من خلال شخصية (جان فالجان) الذي عانى مرارة السجن وعانى أيضا بعد خروجه منه فقد أمضى 19 عاماً في السجن لسرقته رغيف خبز وبعد خروجه يهرب من المراقبة ويستمر الضابط (خافير) بالبحث عنه ليعيده خلف القضبان. ويظل (فالجان) مطارداً طوال الوقت من هذا الشرطي الذي لا يعرف الرحمة، وفي نفس الوقت يوافق (فالجان) على الاعتناء بفتاة تدعى (كوزيت)، ابنة الموظفة (فانتين)، فيقدم كل مشاعر الحب والتضحية بلا مقابل برغم كل ما قاساه من ظلم واستبداد. إن اهتمام (فيكتور هيجو) بالعدالة الاجتماعية واهتمامه بهؤلاء البؤساء واضح، والكتاب مليء بلحظات من الشعر العظيم والجمال. إن فيه عمق الرؤية وحقيقة داخلية جعلت منه عملا كلاسيكيا لا يحدده وقت، أحد الأعمال العظيمة في الأدب الغربي حتى اليوم بعد 153 عام من كتابته، رواية البؤساء تحولت الى عدة اعمال منها مسرحية التي تحمل نفس الاسم و تم عمل أنيمي عنها وعدة أفلام، اهمها نسخة عام 2012 الفيلم الموسيقي الدرامي الرومانسي (Les Misérables) الذي حقق نجاحا باهرا وتلقى استقبالاً نقدياً إيجابيا فهو يعتبر أفضل فيلم موسيقي يترشح لجائزة الأوسكار منذ 2002، مع مدح الكثير من النقاد لأداء (هيو جاكمان) و (آن هاثاواي) التي قامت بقص شعرها و خسارة وزنها لتبدو مريضة بالسل. حاز الفيلم على ثلاث جوائز كرة ذهبية من أصل أربع، كما تلقى ثمانية ترشحيات للأوسكار ربح منها ثلاثة.