اضاءات روائية

الرواية الواقعية تجسيد لمشاكل اجتماعية

دعاء علي

كانت وما تزال الرواية هي واحدة من أهم النصوص الأدبية على مر العصور، منذ ظهورها الأول في أوربا في القرن الثامن عشر بوصفها جنساً أدبيا مؤثراً. يقوم فيه الكاتب بسرد نثري لمجموعة من الأحداث المطولة، تسجدها شخصيات خيالية أو واقعية على شكل متسلسل للأحداث، تعطي الرواية لقارئها متعة من خلال السرد والتخيل وتثير التشويق في نفس القارئ، وللرواية أنواع عدة وكثيرة أهمها وأوسعها انتشاراً الرواية الواقعية، ليس هنالك تأريخ محدد نذكره لهذا النوع من الروايات ولكنها بالتأكيد من أهم الأنواع التي تميزت على مر العصور التي كانت ولا تزال تقدم خدمة للمجتمع بغرس القيم الأخلاقية والنبيلة وتثبيتها في نفس القارئ من خلال سرد أحداث واقعية أو افتراضية يجيدها أشخاص واقعيون لمناقشة ومعالجة مشكلة اجتماعية وتقديم أمثلة عن أشخاص نموذجين واجهوا العقبات والأزمات، تتركز الرواية الواقعية عادة على مشكلات حدثت في الواقع ويعاني منها المجتمع بشكل عام بطريقة درامية، إن الأدب العالمي مزدهر بهذا النوع ومن أمثلتها (البؤساء) رائعة الروائي (فيكتور هوغو) تتحدث عن الحب والبؤس والفقر والحنان والأبوة والظلم البشري، ورواية (ذهب مع الريح) لـ(مارغريت ميتشل) التي تحدثت فيها عن الحب والحرب وعن الحرب الأهلية الأمريكية وتمثل بداية فترة الانحلال الأخلاقي بعد تلك الحرب، ومن منا لم يعرف (غاتسبي العظيم) لكاتبها (فرنسيس سكوت فيتزجيرالد) تعتبر واحدة من كلاسيكيات الأدب الأمريكي شكلت نقطة تحول في حياة الأمريكيين أخلاقيا ومادياً واجتماعياً، إما (تشارلز ديكنز) فكان له ايضاً نصيب فقدم تحفته (اوليفر توست) التي تحدث فيها عن طفل يتيم ينشئ في مجمع للمتشردين وتتوالى الإحداث في سياق مشوق مؤلم لواقع هذه الشريحة الكبيرة من الأطفال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى