اضاءات روائية

فهرنهايت 451…الحرارة التي تحترق عندها الكتب

عدسة الفن – علي محمد علي

“ابرع سرد جهنمي يمكن ان يقدمه قلم كاتب مفتون بالخيال العلمي” (كينجزلي أميس).
“قصة تقض المضاجع في استقصائها للبعد النهائي لمقولة الجهل نعمة” (صحيفة التايمز).
“قصة مرعبة في معانيها وكم هو أسر ذلك الوصف الذي يقدمه (برادبوري) لهذا العالم المجنون بما فيه من صور مثيرة للقلق لشدة تشابهها مع عالمنا نحن” (صحيفة النيويورك تايمز).
هذا ما قيل على لسان كبار الكتاب واشهر الصحف عن رواية (فهرنهايت451) والمقصود بها الحرارة التي تحترق عندها الكتب لكاتبها (راي برادبوري) وهو اعظم كتاب الخيال العلمي والفانتازيا في العالم نشر اكثر من500 قصة قصيرة ورواية ومسرحية.

(فهرنهايت)
صدرت عام 1953 تحكي عن نظام شمولي طاغي يقوم بغزو العالم في المستقبل مستخدماً الارهاب الفكري والثقافي بجعل التلفزيون دعاية سياسية له وأداته الرئيسة في الهيمنة على العقول والقيام باحراق الكتب وجميع مصادر المعرفة وحتى البيوت التي تخبئها ايضا. وتأتي الرواية تحت تأثير ماعرف بـ(الحقبة المكارثية) في امريكا (نسبة الى السيناتور جوزيف مكارثي) في بداية خمسينيات القرن الماضي رداً على اضطهاد (مكارثي) للمثقفين وممارسته للارهاب الثقافي الذي شمل الاتهامات والمطاردات التي طالت العديد من الكتاب والادباء في امريكا واقصت الكثير منهم بتهمة الشيوعية. الفصول الثلاثة للرواية مثلت سبلاً للانذار من خطر الانسياق وراء جنون الآلات ووحشيتها ومن تسطيح المعرفة ومحاربة الحكمة وهي (الموقد والسمندل)، (الغربال والرمل)، (الاحتراق المشرق(.بطل الرواية هو رجل الاطفاء (مونتياغ) الذي يعمل لصالح الحكومة لحرق ممتلكات اولئك الذين يقرأون الكتب المحظورة والذي يلتقي بالصدفة بجارته المثقفة (كلاريس) التي تشعل لديه شرارة احياء العقل والمنطق لتستنهض فيه الجانب الانساني فيبدأ في صراع مع نفسه متسائلاً عن مدى جريمة ما يفعله من احراق ملايين الكتب التي تمثل أرثاً انسانياً عظيماً مبتعداً بهذا عن مهنته الاصلية وهي انقاذ الارواح من النيران لتبدأ بعدها مجموعة من الاحداث المشوقة . مؤخراً صدرت نسخة مبتكرة من الرواية حيث صممت اوراقها مختبرياً بشكل غير قابل للاشتعال ولا يمكن قراءتها الا بعد تمرير النار عليها بواسطة ولاعة ليتم اظهار النصوص التي تم اخفائها بحبر اسود من دون ان تصاب اوراقها بأي ضرر حيث استخدمت هذه الطريقة لاخفاء نصوص الملفات السرية للمخابرات الاميركية. واخيراً تم تحويل الرواية الى فيلم سينمائي من بطولة (مايكل ب.جوردان) سيتم عرضه في شهر ايار المقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى