الدراما الإيرانية النقية للمبدع أصغر فرهادي
بينيل عامر/ تركيا
وجدت نفسي أُغير رأيي وولائي للشخصيات مرارا، فمن الصعب لأي مشاهد أن يقرر من على حق في هذا الفيلم، وكيف يمكن حل كل هذه المشاكل؟ في أوقات عدة سيبدأ المشاهد بالشعور بنهاية سعيدة ومستقرة وإن كل شيء سينتهي بسلام، ولكن يصعقنا الفيلم في كل مرة، استعد لأن تتعاطف مع كل الشخصيات، بالرغم من إن أعمالهم ليست كلها صائبة، من الأشياء العديدة التي يتميز بها المخرج الإستثنائي عن العادي هي إن الأول لا ينظم المشاهد فحسب، بل يستعمل تدفقات من حوارات فلسفية وحركة الكاميرا ليغرينا بداخل المشاهد السينمائية، ليضعنا جسدياً في وسط ما نشاهده والمخرج الأيراني (أصغر فرهادي) تقريباً يمتلك تلك الموهبة، في فيلم (A Separation) يحاول الجميع ان يعيش حياةً جيدة ضمن الحدود الدينية المشتركة، ليؤدي بهم ذلك لعدم التناغم فيما بينهم، لانه لا توجد اي قائمة من القواعد (حتى الدينية) يمكنها أن تكون مسؤولة عن المشاعر الإنسانية، فيضع المشاهدين أنفسهم بمكان شخصيات الفيلم بطريقة غير مباشرة على نحو غير عادي، لتعارضنا عواطفنا فيما نرى. لو كنت محباً للدراما النقية فهذا الفيلم هو الجواب المثالي، ساعتان من الدراما والحوارات الشديدة مع آداء لن تشعر إنك أمام ممثلين، وإخراج بتصوير سينمائي متقن ترفع له القبعة. دراما نفسية عن مجتمعنا تجعلنا نضع أنفسنا داخل احداثه وتجبرنا على التفكير بالحلول محاولين نحن بأنفسنا ان نهرب من قضاياه.