نوافذ سينمائية

يفضل للحقيقة أن تبقى مدفونة أحيانا…(In the Valley of Elah)

اسل الصفار/ امريكا

في عام 2007 بدأت هوليوود بإنتاج أفلام حول حرب أميركا في العراق وأفغانستان، تتخصص هذه الأفلام بواقعية وصراحة مواضيعها، كادرها الفني القدير، وميزانية محترمة على أمل تحقيــــــق عائد فني أكثر منــه كعائــد مادي، هذا الفيلــــــــــــــم كــــان أحدهـــــــــــــا
(In the Valley of Elah)
هو عمل يعتمد موضوعاً حول نظرة أميركا لنفسها بالمرآة، وهذه احدى أجمل السمات التي يتصف بها المجتمع الأميركي.
الفيلم مبني على أحداث حقيقية، تدور أحداثه حول رجل، أب، عسكري متقاعد، يبدأ بالبحث عن إبنه الذي هو عسكري يخدم في العراق عاد مع وحدته الى الولايات المتحدة، لإعادة التنظيم والاستراحة، وأختفى بلا سابق إنذار، ليحمل الرجل عبء التحري والتحقيق بظروف إختفاء إبنه.
يجد قليلاً من الإهتمام من قِبَل قسم الشرطة لأخلاء مسؤوليتهم عن التحقيق، ويجد تعاوناً أقل من الجيش، الذي هو بنفسه يفهم نظامه الذي يعتمد على إبقاء الإمور بالداخل وتفادي الفضائح بأي شكل.
يرتكز عونه الوحيد على شرطية برتبة محقق تحاول مساعدته إعتماداً على ضميرها وولائها لواجبها بالرغم من محدودية إمكاناتها الوظيفية ومشاكلها الشخصية في العمل والمنزل.
كمشاهدين، نتابع الأحداث من خلال عين الأب الذي يتحرى عن (ما الذي حصل؟)، ولاحقاً (لماذا؟)، ونتعرّف على العالم الجديد الذي بمرور الدقائق يقل به الأبيض والأسود، ويزيد وينمو ويتكاثر بنهم ما هو رمادي، كخليط غير واضح ومزيج غير مفهوم.
يعتمد الفيلم على نص وإخراج ممتازين يقدمهما بثقة (باول هاكس) الذي يستخدم عدة عناصر درامية من خلال الحَدَث ومِن خلال اللقطة مستثمراً الكفاءة العالية لكادره التمثيلي ليقدّم لنا رسالة قوية وثمينة يستفاد منها المُشاهِد ولأجيال قادمة.
الفيلم رائع، وتتلخص روعته بتجسيد الممثل (تومي ليي جونز) للشخصية الرئيسة بالفيلم، اذ يعرض علينا شخصاً يبحث بهدوء ونظام ليجد مصير إبنه، كلما خطى للإمام تتجلّى له أكثر الحقيقة المفجعة لنهاية التحقيق، يكظم هذا الإعصار من الألم بداخله، فهو قد فقد إبناً آخر للحرب، ليبقى بالصورة التي يراها ويعتمد عليها كل من حوله، صورة الرجل، الأب، الزوج، المواطن، والجندي، لكن غصباً عنه، نراه ضعيفاً أحياناً.
وبنقطة الضعف يصعقنا (ليي جونز) بلغة الجسد التي تجعل من الممثل عملاقاً، راقب مشهد مكالمته الهاتفية مع زوجته ليخبرها نتيجة التحقيق، وتعلّم.
تلقّى الفيلم ردود فعلٍ إيجابية من النقّاد، وترشح (تومي ليي جونز) لأوسكار أفضل ممثل، وبالرغم مِن قدرة المخرج، قوة القصة، جودة النص، وكفاءة الملاك التمثيلي، لم يحقق الفيلم أية إيرادات مالية، وأُعتُبِر كخسارة مادية فادحة، ربما لأن الناس، حينها، لم تود أن تنظر الى المرآة.
فيلــم (In the Valley of Elah) مِن إنتاج عام 2007، كتابة وإخراج (باول هاكس)، وتمثيل كل من (تومي ليي جونز)، (شارليز ثيرون)، (جايسون باترِك)، (سوزان ساراندون)، (جوش برولين)، (جيمس فرانكو).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى