اضاءات روائية

الاخوة السود…رواية عن عمالة الأطفال…جوعهم ومرضهم

عدسة الفن – حنان حسن الفريجي

رواية اطفال عالمية للكاتبة الألمانية (ليزا تتسنر)، تحكي معاناة اطفال ذنبهم انهم ولدوا ليواجهوا الفقر ببراءتهم، يتحدوا مجتمعا قاسيا وظالما يسلبهم ابسط حقوقهم. حكاية قصيرة بحروفها، كبيرة بمعانيها تتكلم عن قضية مستمرة ما دام الفقر موجودا.

ولدت الكاتبة في عام 1894 وتوفيت في عام 1963، اشتهرت في كتابة قصص الأطفال، تزوجت من (كورت هيلد)، ثم اضطرت هي وزوجها للهرب إلى سويسرا خلال الحرب العالمية الثانية في عام 1948 وحصلت على الجنسية السويسرية. صدرت الرواية في سنة 1941. انتج فيلم مقتبس من الرواية قبل بضعة اعوام باللغة الالمانية ايضا، وقد نالت الرواية شهرة كبيرة عند صدورها واعجب لماذا اعتبروها للأطفال وهي تناقش قضية مهمة وكبيرة!. الرواية جاءت بنسخة مصورة، وفي عام 1995 قامت شركة (نيبون) اليابانية بتحويلها الى مسلسل كرتوني يحمل عنوان(سماء روميو الزرقاء)، وتمت دبلجتها في عام 1998 الى العربية بعنوان(عهد الاصدقاء) وعرضت لأول مرة على شاشات عربية وعلى تلفزيون قطر في 33 حلقة. وقد لاقت نجاحا باهرا عند عرضها.
سميت الرواية بالأخوة السود نسبة إلى الأطفال أبطال الرواية الذين كانوا يعملون في تنظيف المداخن، فيصبحون ملوثين بالرماد والأوساخ الناتجة عن المداخن، وتبدأ أحداث الرواية في بداية القرن 19 بالتحديد في عام 1838 في احدى القرى السويسرية، وفي مدينة (لوغانو) الى جانب (ميلانو) الايطالية.
يضطر جوليان(روميو) للذهاب الى (ميلانو) كي يعمل في تنظيف المداخن، من اجل ان يساهم في اعالة اسرته وعلاج أمه المريضة، يعيش (روميو) هناك في ظروف غير إنسانية، يتعرض للاضطهاد والجوع والمرض، ويموت بعض زملائه جراء الأمراض. فكيف تمكن بطل الرواية من النجاة؟ ومن ساعده، وهل رجع الى وطنه. إنها قصة عن معاناة الأطفال توجب الاهتمام بعالم الطفولة.
حملت هذه القصة كرواية ومسلسل وفيلم، ثلاثة عناوين وجميعها جميلة وتنطبق على الأحداث، في (الاخوة السود) هم الأطفال المصبوغة وجوههم من رماد المداخن، و(سماء روميو الزرقاء) هي تلك الدقائق التي يحظى بها روميو بعد خروجه من المدخنة إلى السقف ليحفظ المشاهد ويصفها لصديقته السرية، و(عهد الاصدقاء) هو ذاك الميثاق الذي جمعه مع زملائه بقيادة صديقه الوفي (الفريدو).
كقارئة للروايات فإني أخبركم أن الرواية لم تتكلم كثيرا وكان المسلسل الكارتوني وافيا للأحداث، على عكس الروايات المخصصة للكبار تماما وقد جربت هذا اكثر من مرة ،اجد ان افلام الكارتون اجمل بكثير من الكتب التي تأخذ منها القصص والروايات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى