مسرح

المسرح الوطني الفرنسي…سيرة زاخرة وابداع ذو بصمة مزمجرة

عدسة الفن – مروة فاضل شاطي

المسرح الفرنسي هو ذلك الصرح العظيم والذي يعد من القلائل في كونه المسرح الوحيد في الدولة، حيث تأسس المسرح عام 1680 ويشغل موقعا استراتيجيا في قلب باريس العاصمة الفرنسية، كان يسمى عند الفرنسيين الاصليين سابقا بالمسرح الفرنسي ( Theatre-Francais) أو( بيت موليير) نسبة وتيمنا بفرقة الروائي (موليير) الا أنه انتقل مرتين الى مقر جديد خلال الثورة الفرنسية حيث تم تقسيمه الى فئات مختلفة، الى ان تم تأسيسه او اعادة تأسيسه عام 1803 وفق الاسس وبراءات الحقوق والامتيازات.

 

ومن جانب اخر فأن للمسرح اعلاه عضوية وتقسم العضوية فيه الى جزئين اساسيين وهما : العضو المتقاعد حيث يتم انتخاب الممثل بعد اجتياز الاختبارات التي يتم وضعها من قبل لجنة خاصة وبعدها ينخرط الى هذه الدرجة من العضوية. اما العضو الشريك وهي من اعلى درجات العضوية ومن الضروري ان يتم استلام العضو لهذه الدرجة الا في حال وفاة او استقالة او تقاعد العضو الاخر، ويعتبر المسرح الاوحد الذي لديه فرقة خاصة من الممثلين.
والمسرح الوطني الفرنسي قد ظهر في حقبة او عهد لويس الثالث عشر، أما في عهد لويس الرابع عشر فقد أصبحت فرنسا الأقوى والأكثر نفوذا في أوروبا، لاسيما في الفترة بين 1660 و1690، وترجع قوة هذا العصر حسب الفنانين الفرنسيين والمفكرين إلى عظمة حضارتهم مساوية لنموذجهم القديم اليوناني والروماني. وضماناً لوجود أشكال نبيلة للمسرح، تم وضع قواعد للفنانين، منها استخدام التراتيل الدينية في التراجيديا والكوميديا، وآداب السلوك الذي لا يخرج عن عادات المجتمع بالإضافة إلى وحدة العمل وهي الحبكة الدرامية الى جانب وحدة الوقت (أي أن كل شيء يجب أن يحدث في يوم واحد) مع وحدة المكان. وقد عُرف (كورناي) و(راسين) بالتراجيديا أما الكوميديا فقد اشتهر بها (موليير.(
اتخذ هذا المسرح افكارا وفكرا ومفهوما انسانيا مرتبط ارتباطا وثيقا بجوانب معاصراته لمفهوم المجتمعات في جانبه النخبوي والقاعدة الجماهيرية الواسعة وهو تماما كالكائن الحي ينمو ويتطور انذاك حسب الوضع والمناخ وتحت الظروف سواءا اكان المناخ متوترا ام في حالة رخاء، ونرى ان العالمية التي وصل اليها هذا المسرح لما له من ارث حضاري وفن بعبق الابداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى