نوافذ سينمائية

(Triangle)…لعنة الاحساس بالذنب في سفينة مهجورة

ايمن محمود                             العدد:48

ؤفيلم (المثلث) للأسف ليس مشهوراً ولكن بعد مشاهدته ستندم على تلك الايام التي سبقت عدم انتباهك له، خصوصاً بعد فهمه وانتباهك لتفاصيله والتي ستجبرك على البحث لتوضيح احداثه. الفيلم يعتبر من صنف الرعب ألنفسي وستقتنع بان كاتب ومخرج الفيلم (كريستوفر سميث) حاول جاهداً التلاعب بك عقلياً ونفسياً لترفع الراية البيضاء اعترافاً بهزيمتك امام حرفيته. يستهل الفيلم بشكل عادي كأي فيلم اخر ولكن ببدايته يبدأ مسلسل الغموض عند مواجهة ابطال الفيلم لشخصية (جيس) التي تقوم مع اصدقائها برحلة بحرية على متن يخت لكنها لا تستطيع التخلص من شعور يراودها بان شيئاً ما خاطئ يحدث، يقوم أصدقائها بالاستفسار عن ابنها لتقف لثواني مصابة بالشرود فتجيب انه بخير في مدرسته وهو جواب يصيب اصدقائها بالذهول لأن هذا اليوم عطلة! لتتحول الاحداث وتصبح اكثر مأساوية وغموض عندما تضربهم عاصفة تجبرهم الى اللجوء والصعود على متن سفينة ضخمة مرت بالقرب منهم اثناء غرق يختهم، فيكتشفون بان السفينة شبه مهجورة وكل الساعات بها توقفت في وقت واحد. تبدأ (جيس) بالشعور بأنه سبق لها ان تواجدت على متن هذه السفينة ويكتشف اصدقائها بأنهم ليسوا بمفردهم وان هناك شخص مقنع يحمل بندقية يحاول قتلهم واصطيادهم واحداً تلو الأخر وهنا يتهمون (جيس) بقتلهم، لكن كيف تقتلهم ونحن نراها دائماً امامنا والقاتل في مكان اخر من السفينة يقوم بالقتل؟! يتمكن القاتل المقنع من الاجهاز على الجميع ويواجه (جيس) اخيراً فتخوض معه عراك عنيف ينتهي بتفوق (جيس) عليه، لكن قبل موته يذكر جملة غريبة وهي:”اقتليهم هذا هو الحل”، فما مقصده؟ وهنا يتحول الفيلم مباشرة لمشاهد البداية، الى اليخت من جديد ومع اصدقاء (جيس) يستمتعون بالإبحار، لنصدم بفكرة الفيلم وهي بانه هناك نسخاً من (جيس) وأصدقائها وتتكرر الاحداث حولهم لتنتهي دوماً بموتهم، فتحاول (جيس) انهاء هذه الحلقة من تكرار الاحداث بشتى الطرق، وتقتنع وكأنه عقاب لها بأنه يجب ان تقتل الجميع وتعاود الكرة الى ان تقوم بإصلاح الأمر، لنكتشف ان جيس الاصلية والحقيقية هي سبب هذه اللعنة وبانه يجب عليها رفع اللعنة بنفسها، لتعود الجملة التي ذكرها القاتل المقنع للظهور مجدداً بعقلنا “اقتليهم هذا هو الحل” فنفهمها بشكل أوضح ونتابع وبشكل اوسع رحلة المشاهدة الى عالم الغموض وفك شفرة الفيلم، قدم الفيلم باخراج وتمثيل ممتازين يجعلك مشدوداً باحداثه ومحاولة فهمه فتميز بكون فكرته غير مطروقة مسبقاً. الفيلم انتاج عام (2009) وجاء تقييمه (6.9/ 10) في موقع.(IMDb)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى