(The Young Pope)…إضاءة سورينتينو في عالم الفاتيكان
عدسة الفن – خلدون لطيف
مع الاعلان عن الموسم الثاني من مسلسل (البابا الشاب) والتي تعد فرصة مناسبة لاستعراض العمل التلفزيوني في بطولة مطلقة للممثل (جود لو) في دور البابا بمشاركة (ديان كيتون)، فمن اول لقطة يميط المخرج (باولو سورينتينو) اللثام عن (ليني بلاردو) البابا الشاب الذي أصبح أول بابا أمريكي في التاريخ، والمختلف عن سابقيه حين يمثل الخط الراديكالي في المؤسسة الكاثوليكية المحافظة عندما يضطلع بمهام ستجسد تأريخه الشخصي من خلال مقارنة احتياجه للوالدين وما يمثلانه من قوة كونه نشأ يتيماً ليبرز أهمية دور ماري (ديان كيتون) والكاردينال (مايكل سبنسر)، (جيمس كرومويل) كأم بديلة وأب يغطيان نقاط ضعف ليني التي يقدمها (جود لو) بإتقان بالرغم من كمية التعقيد في الشخصية والنمو العاطفي والروحي وتحول أحلامه عن والديه إلى رؤى وتصوراته تصبح حقيقة خاصة مع ظهور محتالان يدعيان أنهما والداه.
سلطة (ليني) تقوم بقيادة المسلسل من خلال تشبثها بخصائصها الاساسية فتتحول الى شخصية ايجابية تقدم بناءً عميقاً للإيمان فكان اختيار (جود لو) صائبا الى حد بعيد بالرغم من كم الممثلين الذين مثلوا شخصية البابا فإن اختياره ومع قدرته في نقل الكثير من عواطفه إلى الأخت (ماري) والكاردينال (مايكل) مد المسلسل بالعمق المطلوب للشخصيات المتواجدة.
فمن اللقطة الافتتاحية التي ترينا (ليني) وقد تسنم مقام الكرسي الرسولي في اعلى سلطة كاثوليكية اصبح علينا الاستمرار في متابعة الاحداث للتعرف على جل السياسات التي جعلت منه في هذا المقام وربما تأثر (سورنتينو) بـ(ناني موريتي) حول البابوية المضطربة ليوحنا بولص الأول عبر مجموعة رائعة من المشاهد الصامتة والمصممة بطريقة مبسطة، ولوحات الموسيقى الإلكترونية المحببة والمزج في ما بين الأعجوبة والقلق، كما في فيلمه (الجمال العظيم.(
العمل عموماً مثير للإعجاب ويوازي تحول المخرج الايطالي من الافلام الى المسلسلات التي تناقش قضايا كان قد قدمها سابقاً في افلامه بأسلوبه.
حصل المسلسل على اشادات رائعة كما وقد حصل على تقييم (8.4/ 10) في موقع الـ.IMDb