(The Hidden Face) شبح الشك خلف المرايا
احمد الحسني
من منا لم يفكر يوما ما بالاختفاء عن انظار الاخرين والقدرة على مراقبة افعالهم عن قرب بلا شعور منهم؟ يا لها من تجربة رائعة لكشف معادن البشر، ولكن ماذا لو اصابنا الشك بحقيقة وجودنا اساساً، هل نحن فعلا موجودون ولا يرانا الاخرون؟ ام اننا اختفينا حقاً وما نشاهده ليس سوى الوهم؟ هذه الفكرة الاساسية التي سيطرت على عقلي وانا اشاهد الفيلم الاسبانـــي
(The Hidden Face)
الذي تدور احداثه حول موسيقار ينتقل في إطار عمله إلى مدينة أخرى مع صديقته التي يفتقدها بعد أن تترك له رسالة تخبره فيها أنها تركته، ليبدأ الشك بأنها تعرضت لمكروه ما، هذا الفيلم إلاسباني الرائع الصغير كان من الممكن أن يكون لـ(هتشكوك) لما فيه من ميلودراما وتشويق وتقلبات درامتيكية وضعت بحرفية عالية بقالب من الإثارة التى لن تجعلك تشعر بالملل ولو لحظة، الفيلم مليء بالإثارة والغموض وهذا ما عودنا عليه الأسبان فى أفلام كثيرة، فلم تكن القصة مجرد فتاة إختفت لكن أخذنا إلى ما هو أبعد من ذلك، علاقة الإنسان بالأخرين والتغيرات التى تحدث نتيجة الفقدان، ماذا سنفعل ان فقدنا احدا ما؟ وماذا سيفعل الاخر لو شعر بفقدانه لنا؟ حجم من الشكوك الكبيرة التي ستحوم حول رأسك عند مشاهدة (الوجه الخفي) والتي ستجعلك بلحظات معينة تفقد اعصابك تماماً، فالشك ولا شك قد يقود الإنسان نحو الجنون، والشك يهدم علاقات ويدمر روابط إجتماعية متماسكة، إنه يبدأ بقطرة ثم تجد نفسك فى نهر من الظنون وموجات عاتية من نظريات المؤامرة، فيلم ممتع حقاً ويعكس التطور الكبير في الافلام الاسبانية، هو واحد من تلك الأفلام التي يصعب التحدث عنها دون التخلي عنها، مشاهدتك له ستكون بمثابة رحلة تستحق الاهتمام حيث يمتلك الفيلم أكثر من بضع مفاجات في خدمتك بفضل نص حادٍ، إلى حدٍ ما، من الكاتب والمخرج (أندريس بايز)، الفيلم انتاج عام (2011) ومن بطولة (مارتينا غراسيا) و(كويم غوتريز).