نوافذ سينمائية

(Phantom Thread)…رحلة الى أفق الجمال المتقن

حيدر الطائي

سمفونية بسيطة ذات تأثير أشبه بالروايات الكلاسيكية الخالدة تبرز لك ملامح الالتزام المتزمت في اتقان العمل لجعله شيء اعلى من كلمة (جمال)، شيء يخلد لهُ الجمال.
لم استطع ان ارمش ولو للحظة بسبب كمية الدقة التي جعلت مني ذلك العبد الذي ينتظر من سيده ان يكافئهُ بمشهد اخر يرى به (السير) وهو يصول على ساحة العظمة ويجول على مبصر عينه مرسلاً له عمل اخر يستحق ان يخلدهُ التأريخ.
ماهو الشيء الاجمل من الجمال؟ انه الجمال المتقن الخالي من الاخطاء، رسالة كانت واضحة المعالم تبين المبدأ الاهم لدى السيد (وودكوك) الذي كان مستعداً للتضحية بكل ما يملك من اجل ان يرى عمله يخلد بين سطور التأريخ.
مشاهد حوارية طويلة متقنة التركيب مع نظرة تصويرية مستفزة ورشة اخراجية متكاملة مقدمة من كبير الحضور وعظيم الاسلوب (بول توماس اندرسون)، بثاني عمل مشترك استطاعوا ان يهزوا به عرش السينما بعمل هادئ اشادت له الاعين وذابت بهُ القلوب مع الكثير من الانفعالات والتعابير ذات المعنى، فقد احب تلك الفتاة البسيطة متوسطة الجمال قليلة الاناقة التي كانت قد لا تليق به، لكنهُ ادخلها الى عالمٍ سادت به اسمى معاني البريق وارقى صفات الجمال، لم يقدم لها سوى الاناقة والحب الطفيف اما هي اعطتهُ درساً مكثفاً بالمشاعر الصادقة المتراكمة التي كانت ولابد ان تجعلهُ انساناً.
الفيلم من بطولة الكبير الفريد من نوعه (دانيال داي لويس) صاحب جوائز الاوسكار الثلاث كأفضل من قدم دور البطولة، ومن بطولة الممثلة الشابة صاحبة الاداء المميز (فيكي كريبس)، ومن كتابة واخراج صاحب الامتياز (بول توماس اندرسون.(
الفيلم حصل على نقد ايجابي كبير من كبار النقاد ونال استحسان ضخم جداً من قبل الجماهير وحصل على تقييمات ممتازة على مواقع التقييم الشهيرة فقد حصل على تقييم نسبته (10/8.1) في موقع (IMDb) اما على موقع (الطماطم الفاسدة) فحصل على تقييم نسبته (91 %).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى