نوافذ سينمائية

(Pan’s Labyrinth).. بوابة سينمائية بين الفانتازيا والحروب

تحرير عبد الرضا

في عام 1944 وبعد انتهاء الحرب الاهلية في اسبانيا، يتم تعيين مقرات لتصفية جيوب المقاومة المتبقية في الغابات، وهنا تجد (اوفيليا) نفسها بحياة جديدة مع زوج والدتها الكابتن (فيدال) المسؤول عن احد هذه المقرات، فنراها حائرة بين قلبها الذي لايتقبل قسوته وفي ذات الوقت طيبتها التي تلزمها باطاعة والدتها (كارمن)، تهرب اوفيليا من هذا العالم المليء بجرائم فيدال ضد الثوار الاسبانيين الى عالم اخر، عالم تروى قصته عن طريق (فون) ذلك الكائن الاشبه بالشجرة، وفي متاهة قديمة في الغابة تجد بوابة هذا العالم.
يخبرها (فون) انها (موانا)، اميرة العالم السفلي والتي أُنجبت عن طريق القمر، كانت تعيش في مملكتها ولكنها اشتاقت للسماء الزرقاء وأشعة الشمس فقامت بالهرب للعالم العلوي، ومع أول شعاع للشمس اصيبت بالعمى ومحيت ذاكرتها فنست ماضيها، وعاشت كبشرية على الارض فعانت البرد والحر والمرض حتى ماتت، لكن والدها الملك كان يؤمن ان روح (موانا) ستعود يوما في جسد اخر وزمان اخر.
قد تبدو القصة خيالية ألفها عقل طفلة متعلقة بقراءة قصص الجن والحكايات الخرافية، ولكنك على مدار ساعتين ستكون مشدوداً لمتابعة ما يحدث، فان كنت من محبي الخيال والفانتازيا فستتابع بشغف محادثات (اوفيليا) و(فون) لمعرفة نتائج المهمات التي يكلفها بها لتعود أميرة مجدداً لعالمها، وان كنت من محبي افلام الحروب فستبقى متلهفا لتعلم ما هو مصير (فيدال) المجرم مع المقاومة، خصوصا مع تتابع الاحداث وإكتشاف شخصيات اخرى لها دور فاعل فيما يحدث مثل شخصية (مرسيدس.(
الفيلم المكسيكي الناطق بالاسبانية (متاهة بان) المنتج عام (2006) جمع بين الخيال وأحداث حروب أهلية حقيقية فكانت نقطة القوة في الفيلم، ان تقوم باستعراض قصتين مختلفتين فتدمجهما بقالب واحد يتأثر احدهما بالآخر بتناسق رائع من دون لحظة ملل ومن دون خطأ في تسلسل الاحداث ليعد عملاً محترفاً لا يقوم به الا مخرج عبقري مثل (غيليرمو ديل تيرو.(
الفيلم وضع الحرب كخلفية للأحداث التي تمر بها بطلة قصتنا، لكنك لن تجد عملاً يتحدث عن هذه الحرب حصل على تقييم عال كهذا الفيلم.
برغم ان القصة تبدو مخصصة للأطفال، لكن تصنيفه من نوع (R) وذلك بسبب الحبكة السوداوية لبعض المشاهد، اما الشخصيات الخيالية التي ستراها والتي نفذت بدقة جعلت الفيلم يفوز بجائزة اوسكار عن أحسن مكياج وجائزة أحسن تصوير سينمائي منافساً أفلام رائعة، مع جائزة أفضل اخراج فني، وبرغم ترشحه لجوائز عدة من ضمنها اوسكار أفضل فيلم اجنبي لكنه لم يفز بها الا ضمن جوائز البافتا، ولا يمكن نسيان مدى قدرة الموسيقى والاضاءة على جعلك تعيش ضمن الاحداث، كل هذا الابداع الفني جعلته يحتل المرتبة (130) ضمن افضل (250) فيلم بتقييم (8.2/ 10) في موقع .(IMDb)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى