(Nebraska)…حلم مؤجل
مرتضى فاضل
مامعنى أن نكبر؟ مامعنى أن تنتهي حياة ما، الحياة مجملا؟ دعني أعيد صياغة كلامي بطريقة أخرى، ما الذي يحملنا على الحياة؟ هذا مايدور حوله الفلم الإنسـاني الرائع (نبراسكا)، الفلم يحكي قصة مسن يصل إليه منشور إعلاني كتب عليه: “مبروك! لقد ربحت مليون دولار” ليصدق المسن ماحمله المنشور ويعزم بعدها على الذهاب إلى مدينة (لينكون) للحصول على جائزته رغم كل ماواجهه من معارضة وسخرية من قبل أبنائه وزوجته .(وودي غرانت)، بطل قصتنا المسن، رغم طيبته الشديدة وبلاهته الدائمة في تصديق الأشياء، إلا أن الموضوع لايدور حول جائزة ما، أو الحصول على مبلغ معين بقدر ما أنه بحث عن تحقيق الذات، تحقيق الحلم الصغير الذي لن تروضه الأيام، الحلم الذي لن يموت قبلنا أبداً. الحياة بلا حلم، تصبح مجرّدة من الحياة، نعم قد نذهب للعمل، ننعم بالنوم، نتزوج، تصيبنا البلاهة، ونربي صغارنا، نصاب بالزهايمر، ننسى، نموت ويتم نسياننا، لكن الحياة الحقيقية لست حول هذه الأمور! تبلغ الحياة معناها حين تحقق حلم وتشعر بنشوته، مهما كان الحلم صغيرا، حين يتحقق نموت بسلام تام وقتها، وهذا بالضبط كان السبب الرئيسي في إصرار (وودي) على السعي خلف المليون لتحقيق حلمه بقيادة شاحنة جديدة. يدور الحوار الذي قد يلخص الكثير من الفيلم بين (ديفيد) الابن وصديقنا المسن (وودي) كالاتي:
– مالهدف من كل هذا؟
– أريد شاحنة جديدة.
– لماذا تريد شاحنة جديدة لهذا الحد؟
– فقط لأحصل عليها، لطالما تمنيت الحصول على شاحنة جديدة كليا.
– ماذا عن بقية المال؟ أنت لا تحتاج إلى مليون دولار للحصول على شاحنة جديدة!!
– البقية من أجلكم، أريد أن أترك لكم شيئا.
من جديد، مالذي يحملنا على الحياة؟ قد لا تهتم بسؤالي لك هذه اللحظة، لكن فكر جيدا مادامت تدب الحياة فيك، وبصمت داخلي، أجب.