الشاشة الصغيرة

(Grey’s Anatomy)…العلاقات الانسانية تحت مجهر الاطباء

عدسة الفن – بشرى نجم الدين 

مجموعة من الاطباء يعملون في مستشفى ويعيشون المواقف الإنسانية، ومشاعر الألم والحزن والفرح والحب التي تجري بينهم لتزيد من الأبعاد الحياتية المقدمة وتزيد من جرعة الإثارة والتشويق في العمل، هذا ما يدور حوله مسلسل الدراما الطبي (Grey’s Anatomy) الذي بدأ عرض موسمه الأول في عام 2005 على محطة (ABC) الامريكية واستمد اسمه من كتاب طبّي إنجليزي حول علم التشريح البشري نُشر عام 1858، ويرتبط أيضاً باسم الشخصية الرئيسية الدكتورة (ميريديث غري) التي تؤدي دورها الممثلة (الين بومبي)، ربطت الكاتبة (Shonda Rhimes) بين القضايا الطبية التي تقدم وبين الأحداث الإنسانية التي تجري بين طاقم الأطباء في العمل اضافة إلى ذلك لم تغب المفاجآت عن الأحداث، ففي كل مرة نعتقد أن المخيلة الخاصة بالكاتبة قد نضبت وبدأت أفكارها تختفي فتفاجئنا بحبكة جديدة أو حدث غير متوقع. لم يبخل العمل على متابعيه بالأحداث ورغم ان مواسمه الأربعة عشر لم تكن على نفس المستوى ولكنه في المجمل مسلسل مشبع بالأحداث الدراماتيكية التي تعصف بهذا المشفى فقدم الحب والفرح وتناول الحزن والأسى بدون ان يتخلى عن التفاؤل والأمل، وبالتأكيد لم ننسَ الخيبة والخسارة. تمكن المسلسل ان يقوم بإدخال المشاهد في لعبة الدراما، وحوّله من مجرد متابع إلى مشارك في الأحداث، وجعله يخوض تجربة تلفزيونية غنية فكرياً وإنسانياً من الممكن أن تغير حياته. تناوب على اخراج المسلسل العديد من المخرجين فكان في شكله العام متناسقاً مع الأحداث ومستمدا أدواته من النص المتقن ومن الأجواء الدائرة داخل المشفى بحيث ان متابع العمل لن يشعر باختلاف مدير الدفة بل سيعتقد أن المخرج كان واحدا في جميع حلقات واجزاء المسلسل في حين أن دفة الاخراج تبدلت أكثر من عشرة مرات جعلت من العمل واحد من أبرز الأعمال الدرامية عبر التاريخ وربما ابرزها على الاطلاق. حصد المسلسل أكثر من ستين جائزة بينها جائزتي غولدن غلوب وثلاث جوائز ايمي وعدة جوائز اخرى، للأسف كل هذا لم يشفع له فـــــــي موقع IMDb فحصل على تقييم (7.6/ 10).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى