(Dial M for Murder)…مملكة الرغبة
امنة سعد
كان عام (1954) عاماً حافلاً بالنسبة للمخرج (الفريد هيتشكوك) والممثلة (غريس كيلي) حيث لعبت ادواراً في افلام هيتشكوك الكلاسيكية ابرزها في فيلم (النافذة الخلفية) كما فازت بجائزة الاوسكار لأفضل ممثلة عن دور (الفتاة الوطنية) كما انها لعبت دور في فيلم (Dial M For Murder) فكان واحد من افضل الافلام التي قدمتها على الاطلاق. اما (هيتكشوك) فقد كان في ذلك الحين اعظم مخرج بريطاني وفقاً لاستطلاع لنقاد سينمائيين قدم افلام كـ (Notorious) و(Rope)، غالبا ما مثلت تلك الأفلام العنف والقتل والجريمة وانتهت بنهايات مثيرة للجدل، ولهذا كان عليه في فيلم (Dial M For Murder)ان يقوم بصناعته بشكل مختلف ومتميز وبعقلية تصويرية قوية جدا. الفيلم امريكي الانتاج من بطوله (راي ميرلاند)، (غريس كيلي)، (روبرت كامنغر)، (جون ويليامز)، تم تصويره بتقنية الـ(3D) في ذلك الوقت ويعتبر من افضل الافلام المصورة بهذه التقنية ولكن وبسبب تراجع شعبية التقنية في ذلك الوقت تم تحويله الى (2D)ليعرض في صالات السينما. كان ضربة قوية من قبل السيناريو المسرحي (فريدريك نوت) في الوقت الذي قال لـ(هيتشكوك) انه كره الكتابة وبطاريته قد جفت، وبعد مباحثات ونقاشات دامت 50 ساعة تم الاتفاق على صناعة فيلم (اتصل ب M من اجل الجريمة). وكالمعتاد (هيتشكوك) يوجه براعته المتميزة في تسليط الضوء على الصراع والمؤامرة والجريمة ويجعل المشاهد خالي من التمييز الأخلاقي ليسقطه في هذا النوع الدرامي الذي يوصف بعدم قدرة المشاهد على التمييز بين المذنبين والأبرياء.
كما قدم الفيلم حبكة سينمائية مختلفة لا تخلو من التشويق والغموض فالعمل ليس عميقا او معقدا ولكن تم تغذيته بحوار بارع ومثير للاهتمام وبحس الفكاهة التي تجعل المشاهد بحالة إثارة دائمة لمتابعة الاحداث، تدور احداث الفيلم حول محترف التنس السابق الذي يرسم مؤامرة لقتل زوجته بعد اكتشافه ان لها علاقة مع كاتب جريمة مشهور يدعى (مارك)، حصل الفيلم على ما يقدر (2.7) مليون دولار في شباك التذاكر الامريكية كما تم تقييمه (88%) في موقع الطماطم الفاسدة، وادرج الفيلم من قبل المعهد الأمريكي في عام (2001) كواحد من افضل (100) فيلم، و رشحت (غريس كيلي) لأفضل ممثلة في جوائز البافتا، تم اعادة انتاج الفيلم في 14 تشرين الاول 1997 وحمل الفيلم اسم (A Perfect Murder).